في قلب إيطاليا غصة، وفي نفوس الطليان حالة غضب كبيرة وعتاب شديد من تخلي حلفائها الأوروبيين عنها في محنتها الأليمة من دون أن يمد أحد من دول أعضاء الاتحاد الأوروبي وحلف شمالي الأطلسي يد العون والمساعدة.
وانتقد رئيس مجلس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي الطريقة التي تعامل بها الاتحاد وقال ، في مقابلة أجرتها معه صحيفة البايس الإسبانية، إن الاتحاد الأوروبي لم يظهر بعد التضامن الاقتصادي المنتظر للخروج من هذه الأزمة. وأضاف: "أوروبا تلعب الآن مباراة تاريخية."
وأثار موقف دول الاتحاد الأوروبي استياء واسعا لدى الرأي العام الإيطالي، دفع البعض إلى المطالبة في الخروج من التكتل الأوروبي الذي عدوه متخاذلا في مد يد العون لبلادهم. وبدا أن التكتل القاري معرض لما هو أكثر بعد البريكست البريطاني. فقد نشر عدد من الإيطاليين صور تمزيق علم الاتحاد الأوروبي وحرقه، وتفاعل كثير منهم مع دعوة القيادي اليميني من "عصبة الشمال" فاليريو مالفيزي، إلى تبني رسالة كتبها قبل ثلاث سنوات، في الذكرى الستين للاتحاد الأوروبي، واتهم فيها الاتحاد بالضعف، وحمل الطبقة السياسية السابقة والحديثة المسؤولية الكاملة"، قائلا إنهم "لم يخلقوا قط أوروبا موحدة، ولكن خلقوا فقط اتحاد عملات معدنية، تسمى اليورو". وكتبت إحدى الإيطاليات على وسائل التواصل الاجتماعي "ماذا ننتظر للخروج من الاتحاد الأوروبي؟ لننزل إلى الشارع للدفاع عن حقوقنا، وإلا فسنعيش المأساة".
كما نشر أحد الرسامين كاريكاتيرا يظهر إيطاليا في هيئة امرأة تخاطب وحشا يحمل اسم الترويكا بلباس أزرق – في إشارة إلى الاتحاد الأوروبي – قائلة "سنواجه الأمر وحدنا".
Categories