مبروك.
لم تكن المرة الاولى اليوم، ولن تكون الاخيرة، التي ينتصر فيها منطق النكايات السياسية على السيادة والدستور والقانون.
ولو لم يكن الامرُ كذلك، لما كنا اليوم في عصر الانحطاط السياسي، والانهيار التام للقيم والاخلاق، قبل الدولة والمؤسسات.
فلو كانت في لبنان اصلا اكثرية سياسية
سيادية لا تبعية، تناصر الدستور لا النكد، والقانون لا الالاعيب، لما كنا في بلد بلا رئيس، وبتشريع غُبّ الطلب، وسلطة تنفيذية خارجة على منطق الدولة، تماما كما تأكد اليوم.
مبروك…
كثيرون نجحوا اليوم.
نبيه بري نجح بفرض التشريع الاعتيادي في غياب رئيس الدولة، الذي لن يكون قادرا بطبيعة الحال على ممارسة صلاحية رد القوانين، خصوصا ان بينَها ما تم اقرارُه كيفما كان.
نجيب ميقاتي نجح في القاء كرة النار من بين يديه، ليقول لمُراجعيه الخارجيين: دعوتُ الوزراء، لكنهم لم يلبوا النداء.
وليد جنبلاط ارتاح من همّ رئاسة الاركان في هذه المرحلة الحرجة في الجنوب والمنطقة.
الكتائب وبعض نواب 17 تشرين، نجحوا في المزايدة على القوات، حيث لم يشاركوا الا بتشريع التمديد، فيما قدّمت القوات على طبق من فضة، ما تبقى من صلاحيات رئيس الجمهورية الوطني اللبناني المسيحي، للمتربصين.
اما التيار الوطني الحر، فمعركتُه التي لم تكن يوما شخصية ضدَّ احد، بل معركةُ سيادة ودستور وقانون وكفاءة، فسيتبيّن في القريب العاجل، انه الرابحُ الاكبر… فماذا ينفع الحزبَ او التيارَ السياسي اذا ربح كلَّ معارك ضرب الدستور وخرق القانون وتمزيق السيادة، وخسرَ نفسه؟ وفي المقابل، ماذا ينفعُ خصومَ التيار في الداخل والخارج، اذا نجحوا مجددا في فرض امرٍ واقعٍ مؤقت، لكنهم لم يسحقوه، ولم يأخذوا توقيعَه؟ #OTVLebanon #OTVNews
Categories