العسكريون المتقاعدون تحركوا اليوم، فأين باقي اللبنانيين؟
السؤال مشروع، لسببين:
الأول، لأن الأوضاع المعيشية بلغت حداً لم يعد يطاق، فيما المنظومة تمضي أيامها وكأننا في أحسن حال: فرحلاتها الخارجية لم تتوقف، واجتماعاتها غير المنتجة في مجلس النواب مستمرة، وجلسات نكاياتها الحكومية لا تزال قائمة، بهمَّة نجيب ميقاتي وما تبقى معه من وزراء، بغطاء من قوى سياسية كان اللبنانيون يعتبرونها حتى أمس القريب ضمانة لاحترام الميثاق، وشريكة في محاربة الفساد.
أما السبب الثاني، فبكل بساطة، لأن الدنيا قامت ولم تقعد على سنتات الواتساب قبل اربع سنوات، أما اليوم، فالسكون هو رد الفعل الوحيد على دولار تجاوز أمس المئة واربعين الف ليرة، بسحر ساحر القوى السياسية التي قطعت الطرق على الشعب لا الزعماء في 17 تشرين، طبعاً ما خلا تحركات خجولة ومتفرقة بين اليوم والأمس في المناطق، لا تعبِّر بأي حال من الأحوال عن حال الغضب العارم السائدة بين الناس.
العسكريون المتقاعدون تحركوا اليوم. لكن في انتظار باقي اللبنانيين، ترقب للحركة الخارجية المتمحورة حول لبنان، ومن ابرزها في هذه المرحلة زيارة باربرا ليف، التي كان لمواقفها حول الانهيار قبل مدة، وقع قوي على الساحة المحلية، الغنية بالمحللين، لكن الفقيرة بالتحليلات المفيدة، المبنية على معطيات لا على تمنيات او تخيلات او تنبؤات.
وفي تعليق على الرهانات الخارجية لبعض اللبنانيين، أعلن السيد حسن نصرالله اليوم أن الاتفاق السعودي- الايراني لم يتطرق الى الملف اللبناني، وأن ما يجري التداول فيه حول ملحق للاتفاق حول لبنان ليس صحيحاً، مشدداً على وجوب الاستفادة داخليا من المناخ الايجابي للوصول الى نتيجة، لكن مع التشديد على ان الخارج عامل مساعد، فيما المسألة والقرار، فداخليان بالدرجة الاولى. #OTVLebanon #OTVNews
Categories