"على أثر ما شهدته بعض الطرق من فيضانات أعاقت حركة السير وتنقل المواطنين، أجرى رئيس مجلس الوزراء نواف سلام، اتصالا بوزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني مستوضحاً، وطلب فتح تحقيق فوري بالموضوع لتحديد المسؤوليات واتخاذ التدابير اللازمة بحق كل من يثبت تقصيره".
كان يمكن لهذا الخبر أن يكون عادياً، وأن يمرَّ مرور الكرام في نشرات الاخبار، لولا التالي:
أولاً، لسنا في فصل الصيف، وفصل الربيع لم يبدأ بعد، وبما أن هطول الأمطار أمر معتاد في فصل الشتاء في لبنان، لم يكن معتاداً ابداً أن تتفاجأ الحكومة برذاذ المطر، ولا ان يحصل ما حصل جراء التقصير باتخاذ الاجراءات اللازمة منعاً لسدِّ الاقنية والمجاري وتجمع المياه.
ثانياً، الحكومة الحالية ليست حكومة تقليدية، أو على الأقل هكذا سوَّق لها مؤلفوها ومن منحها الثقة، خصوصاً أن بعضهم وصفها بحكومة الثورة والصفحة الجديدة في تاريخ لبنان، وبالتالي فإن المطلوب منها لا يفترض ان يشبه ابداً ما كان مطلوباً من أي حكومة سابقة، والا… فماذا يكون تغير؟
ثالثاً، كيف يمكن للناس أن يثقوا بأن حكومة تفشل في مواجهة شتوة، ستنجح في التصدي لعواصف سياسية وملفات من أصعب ما يكون، من أبرزها تحرير الارض الجنوبية وحماية الحدود الشمالية والشرقية، ناهيك عن العناوين الاصلاحية الكبرى التي رفعتها، ولم يلمس اللبنانيون منها بعد أي شيء.
في كل الاحوال، قد يقول البعض "طولوا بالكم"، فالحكومة لم تكد تنال الثقة، وغداً تعقد جلستها الاولى. أما الجواب، فبسيط: تنظيف المجاري والاقنية لا يتطلب جلسات حكومية ولا نيابية، ولا مؤتمرات حوار وطني، ولا مساعدات خارجية، بل مجرد تنسيق بسيط بين رئيس الحكومة والوزراء المختصيين لتفادي الاسوأ. والأسوأ وقع اليوم. اما اتصال الاستيضاح فكان حرياً يكون اتصال استباق، لحث المعنيين على اتخاذ الاجراءات المناسبة، فيما الدعوات الى تحقيقات لاتخاذ التدابير اللازمة لم يعد يأخذها أحد على محمل الجد.
فكل شتوة وانتم ووعود الانقاذ والاصلاح بخير. #OTVLebanon #OTVNews
Categories