للمرة الثالثة على التوالي، لن يلتقط إرسال التلفزيونات اللبنانية في تمام الثامنة، إشارة القصر الجمهوري في بعبدا، ولن يستمع اللبنانيون إلى النشيد الوطني، قبل نقل رسالة الاستقلال التقليدية لرئيس الجمهورية اللبنانية، المغيب منذ عام 2022، وعن سابق تصور وتصميم وتقصير، عن رأس الدولة التي يرأسها بمؤسساتها كافة بموجب الدستور.
أما العيد الواحد والثمانون لاستقلال لبنان، فأعادته الأحداث المتلاحقة مجرد ذكرى، منذ 17 تشرين الأول 2019 وما تلاه من انهيار مالي، وتحلل سياسي، وشلل كامل على مختلف الصعد، حال دون حلِّ أيٍّ من المشكلات العالقة، حتى كانَ ما كانْ من حرب إسناد، فعدوانٍ إسرائيليٍّ غير مسبوق ومستمر منذ 17 أيلول 2024.
وفي ظلٍّ هذا الأجواء، يحيي اللبنانيون الذكرى بحزن وأمل: حزن على آلاف الشهداء والضحايا والمصابين، وأمل في أن يحلَّ 22 تشرين الثاني 2025، وقد تحررت أراضينا المحتلة، واستعادت دولتنا سيادتها على كامل أراضيها، وتكَّرست وحدتُنا الوطنية، وأُعيد الاعتبارُ إلى الدستور والميثاق، بدءاً بانتخاب رئيس، ومروراً بتأليف حكومة مكتملة المواصفات، ووصولاً إلى إنعاش المؤسسات السياسية والإدارية كافة.
وفي غضون ذلك، تبقى الأنظار على التطورات السياسية والميدانية، وفي هذا الإطار، يمكن تسجيل ثلاث ملاحظات:
أولاً، انقطاع أخبار الموفد الأميركي آموس هوكستين، منذ الخبر المسرَّب عن مغادرته إلى واشنطن، ما عدا الصورة التي نشرها وزير الدفاع الاسرائيلي السابق يوآف غالانت عن لقاء جمعه به.
ثانياً، امتناع المعنيين في لبنان والخارج، عن إشاعة أجواء سلبية، بل الاكتفاء بالمراقبة، والتبشير بأن اتفاق وقف النار لم يعُد ينقُصه الكثير كي يصبح ناجزاً.
ثالثاً، تكثيف الاحتلال الاسرائيلي عملياته العسكرية ضد لبنان، حيث يصبُّ حممَ ناره بشكل متواصل على الضاحية الجنوبية، إلى جانب الجنوب والبقاع، كما تشنُّ قواته محاولات متجددة للتوغل براً في القطاعين الشرقي والغربي بشكل خاص، محاولاً تثبيت موطئ قدم في الخيام من جهة، وفي شمع ومحيطها من جهة أخرى، وهي محاولاتُ تبوء حتى اللحظة بالفشل، حيث يتكبد المعتدون خسائر كبيرة بالبشر والعتاد، ولاسيما دبابات الميركافا، التي تُحرَق على أرض الجنوب ولبنان. #OTVLebanon #OTVNews
Categories