كم هو كبير انسان لبنان بقدرته على الصبر والتضحية، وكم هو صغير هذا الانسان بعين بعض السياسيين…
اكثر من أربعة آلاف شهيد، نصفهم اطفال…
اكثر من عشرة آلاف جريح، نصفهم اصابات سترافقهم مدى الحياة…
خراب لا يُعوَّض، ودمار غير مسبوق.
كل ذلك، قبل ان يقتنع فريق اول بضرورة وقف جبهة الإسناد، وفريق ثان ان الرهان على اسرائيل خطيئة، وفريق ثالث ان انتخاب رئيس للبلاد ضرورة قصوى…
وقف جبهة الإسناد كان ضرورة لأنها لم تؤدِّ الغرض، بدليل وقف النار في لبنان قبل وقف النار في غزة، وباتفاق سيقال ويُكتَب حولَه الكثير في الآتي من الأيام والسنين.
والرهان على اسرائيل كان خطيئة، لأنَّ إسرائيل عدوّ لا تعنيه مصلحة لبنان، ولأنَّ التجارب السابقة، ولاسيما في سنتي 1982 و2006، كان يفترض أن تكون كافية لأخذ العبر، وإدراك وقائع السياسة والميدان، وعدم الوقوع في نفس الفخ مرَّة ثالثة.
أما انتخاب الرئيس الذي صار مستعجلاً اليوم، فكان ممكناً ضمن المهلة الدستورية قبل انتهاء ولاية الرئيس عون، لو أعطى الأفرقاء اللبنانيون قيمة للدستور، وانتخاب الرئيس لم يكن مستحيلاً قبل طوفان الأقصى، لو ترك البعض للميثاق مكانة في ما بينهم، وانتخاب الرئيس الرئيس كان طارئاً في مرحلة الحرب، لأن صلاحية التفاوض منوطة برأس الدولة، ولأن إكمال عقد المؤسسات بديهي في المواجهة، وانتخاب الرئيس من المعيب أن يتظهَّر اليوم وكأنه من نتائج الحرب والعدوان.
لكن مهما يكن من أمر، ثمة بارقة أمل جديد، ستكون مثمرة هذه المرة كما أكد رئيس مجلس النواب الذي حدد موعداً للجلسة الرئاسية في 9 كانون الثاني 2025، مانحاً الكتل النيابية، والأصدقاء الإقليميين والدوليين مهلة شهر تقريباً للتوصل إلى نتيجة في التوافق على رئيس يجمع اللبنانيين في مستهل مرحلة جديدة، يريدها اللبنانيون مدخلاً لاستقرار دائم، ولبناء دولة حقيقية، تشكل مرجعية وحيدة لكل اللبنانيين وكل السلاح. #OTVLebanon #OTVNews
Categories