بماذا يختلف ما يقوله لبنان الرسمي اليوم حول مستقبل سلاح حزب الله ودوره، عن كل ما قيل وكُتب في هذا الشأن منذ عام 2006، وتحديداً منذ تفاهم 6 شباط بين التيار الوطني الحر وحزب الله، ثم طاولات الحوار الوطني المستديرة التي أدارها الرئيس نبيه بري في مجلس النواب قبل حرب تموز، وبعدها الطاولات المستطيلة التي ترأسها الرئيس ميشال سليمان في قصر بعبدا منذ عام 2008؟
فمنذ عام 2006، كان الهدف المعلن لكل التفاهمات والحوارات، حصر السلاح بيد الدولة، مع الاستفادة من عناصر القوة المتوفرة لدى بعض اللبنانيين، وبالتحديد لدى حزب الله، لمحاولة تحرير ما تبقى من اراض محتلة، وردع اسرائيل عن تكرار اعتداءاتها على السيادة اللبنانية، إلى جانب تحرير الأسرى اللبنانيين المعتقلين لديها، وحماية الثروات من يدها الطويلة.
فلماذا إذاً صار المرفوض منذ 19 عاماً مقبولاً اليوم؟ وهل اقتنع الجميع اخيراً الا سبيل لحل مسألة السلاح الا بالحوار، والتوصل الى استراتيجية متوافق عليها بين اللبنانيين للدفاع الوطني، حتى لو سُميت اليوم استراتيجية امن وطني، بمضمون استراتيجية دفاع؟
ولماذا أضعنا كلَّ هذا الوقت، وضحينا كلَّ تلك السنوات، وعشنا كلَّ تلك الخلافات، لنصل بالنهاية الى النتيجة نفسها؟
وهل كان التنافس السياسي الداخلي، لا بل النكد السياسي المحلي، المعطوف على شهوة السلطة، يستحق ادخال لبنان في النفق المظلم من تحريض الخارج وتأليب الداخل بعناوين مذهبية وطائفية على مدى عقدين تقريباً، لنكتشف فجأة عام 2025 أن الحل الوحيد هو حوار حول استراتيجية دفاع؟
وهل وجد لبنان الرسمي اخيراً الجواب الشافي حول مسألة مرجعية السلاح، على ان تكون لبنانية لا ايرانية، كي يوضع تحت إمرة الدولة، كما يعِدون الناس؟
إذا كان الامر كذلك، فهو سيكون طبعاً موضع ترحيب لدى غالبية اللبنانيين التواقين الى دولة واحدة قوية تكون وحدها المرجع والحامي. أما اذا كان كل ما يقال مجرد تكتيك سياسي واعلامي مضمونُه الفعلي هرب جديد الى الامام، من مواجهة المشكلة المستعصية، فنحن عملياً مقبلون على كارثة وطنية جديدة، مهما طال الزمن، متى تغيرت موازين القوى، وتبدل المناخ الدولي، تماماً كما جرى في غفلة زمن سياسي مع الرئيس الاوكراني. #OTVLebanon #OTVNews
Categories