القشور.
كلمة واحدة تكاد تختصر كل ما يتداوله السياسيون في اكثرهم، وتتناقله وسائل الاعلام في معظمها، حول الازمة السياسية الراهنة في لبنان.
فالقشور هي ظاهر الامور، ومنها الخلاف حول الانخراط في تشاور او حوار، او حول عقد جلسات رئاسية متتالية ام جلسة واحدة بدورات متوالية حتى يخرج الدخان الابيض.
ومن القشور ايضا، مزايدات النواب وسجالات الوزراء وشعبوية غالبية القوى السياسية حول شتى الملفات، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، قضية اموال المودعين.
ومن القشور ايضا، عدد الكيلومترات التي يفترض ان ينسحب منها حزب الله جنوبا، وفق تمنيات الدول وبعض الداخل، والتي يجري الحديث عنها وكأنها أمر محقق، وهو ما لا يقترب من الواقع في شيء.
لكن، اذا كان كل ذلك يدخل في اطار القشور، فأين الجوهر؟
على هذا السؤال تجيب اوساط سياسية بالاشارة الى ثلاثة عناوين: السيادة، والشراكة، وبناء الدولة.
فالخلاف على السيادة جوهر لا قشور. سيادة الدولة على كامل اراضيها، وسيادتها السياسية تجاه تدخلات الغير، سواء من الشرق او من الغرب.
والخلاف على الشراكة جوهر لا قشور. الشراكة الوطنية بين المسيحيين والمسلمين، ومن ضمنها المناصفة التامة، والمشاركة العادلة لكافة المكونات في المؤسسات السياسية والادارية، بما يناقض الآحادية، التي سرعان ما تلفظها تركيبة لبنان.
والخلاف على بناء الدولة جوهر لا قشور. بناء الدولة القوية، التي تحفظ حقوق بناتها وابنائها سياسيا وماليا واجتماعيا، وتؤمن لهم الرعاية الصحية والتربية اللائقة والتعليم العالي المتقدم. الدولة القوية التي تهزم الزبائنية، وتحيل الانسان اللبناني مواطنا مكتملا بتوازن الحقوق والواجبات، لا شحاذا على باب نائب ووزير او متمول طامح.
هذا هو الجوهر الذي يتفاداه السياسيون، ولا يطبل له الاعلام ويزمر. اما القشور فخبزنا اليومي، الذي لن يقينا يوما شر الجوع وبشاعة امتهان الكرامة.
#OTVLebanon #OTVNews
Categories