لسان حال اللبنانيين هذه الايام سؤال واحد: هل ستتطور الاعتداءات الاسرائيلية على الجنوب وردود حزب الله عليها الى حرب شاملة على لبنان؟ وهل سيدفع الوطن الصغير مرة جديدة، ثمن صراعات المنطقة، فيما هو مفكك سياسياً، ومنهار اقتصادياً ومالياً، على عكس ما توحي به بعض المظاهر، كمثل صور المطاعم ومرابع السهر الممتلئة، التي كانت أصلاً على هذا النحو حتى في عزّ الحرب اللبنانية، حيث كُتب عنها يومها في عشرات المقالات والكتب، كما وثقتها تقارير ووثائقيات اجنبية لا تزال متداولة الى اليوم.
غير ان قرع طبول الحرب الشاملة على لبنان، وإن كان مؤشراً الى الخطر، لا يجوز معه التجاهل، تماماً كالتحذيرات الموجهة من بعض السفارات الى رعاياها، فهو لا يعني حكماً أن الهجوم واقع، وذلك بناء على المعطيات الآتية:
اولاً، قوة الردع التي تتمتع بها المقاومة في لبنان، والتي تحسب لها اسرائيل الف حساب، بغض النظر عن العنتريات الاعلامية لبعض مسؤوليها وتعليقات بعض خفيفي العقل على مواقع التواصل.
ثانياً، الكلام الواضح المنقول الى الجهات الدولية المعنية عن موقف القوى الاقليمية المؤثرة في حال اتساع الهجوم على لبنان، من اليمن الى العراق وصولاً حتى الى طهران.
ثالثاً، المساعي الاقليمية والدولية المستمرة على اكثر من مستوى، ولاسيما ما تكشف في الساعات الاخيرة عن تواصل اميركي-فرنسي متجدد في هذا الاطار.
رابعاً، سقوط الرهان مجدداً، على انتفاضة داخلية لبنانية ضد حزب الله في حال اندلاع الحرب. فبغض النظر عن الموقف من مشاركة الحزب في الحرب ومن مبدأ وحدة الساحات، لبنان واحد في مواجهة العدو، وتأثير بعض اصوات النشاز معدوم.
خامساً واخيراً، ادراك العدو جيداً بأن الحرب مع لبنان ليست نزهة: فهي لم تكن كذلك عام 1978، ولا عام 1982، كما ان سنوات الاحتلال كبَّدت الجيش الاسرائيلي خسائر فادحة في الارواح والعتاد، ما دفع به في المحصلة الى الانسحاب من دون ان يحقق اي مكسب سياسي. فهل هو مستعد لتكرار التجربة؟ وما الذي يضمن نجاحها بالنسبة اليه هذا المرة؟ #OTVLebanon #OTVNews
Categories