Categories
Videos

رحيل البابا… وذكرى الجلاء – نشرة الأخبار المسائية ليوم السبت 31 كانون الأول 2022



كرسي الرسولي نبأ وفاة البابا بندكتس السادس عشر عن خمسةٍ وتسعين عاماً، تاركاً وراءه عالماً في حال نزاع كبير، وكنيسةً كاثوليكيةً حزينةً على وداع حبرِها الأعظم بين عامي 2005 و2013، ولكنْ ملؤها الرجاء بالقيامة الآتية لا محال، كركيزة محورية من ركائز الإيمان. أما لبنان الذي تلقى الخبر بأسىً كبير، فعادت الذاكرةُ بشعبه عشرَ سنوات الى الوراء، حين زار البابا الراحل ربوع وطن الأرز سنة 2012، منطلقاً من اعتبار سلفِه البابا القديس يوحنا بولس الثاني ان لبنان الرسالة، ليشدد على ان هذا البلد يمكن أن يشكل نموذجا لكل الشرق الأوسط وللعالم بأسره، منوهاً بأن التوازن اللبناني الراغب دائما في ان يكون حقيقة واقعية، سيتمكن من الاستمرار فقط بفضل الارادة الحسنة والتزام اللبنانيين جميعاً. فأين المسؤولون اللبنانيون الحاليون من كلام البابا الراحل؟ أين هم من أهمية النموذج اللبناني فيما يتفرجون على الفراغ في سدة الرئاسة، ويعملون بكل وقاحة للسطو على الموقع الأول في البلاد، بضرب الميثاق وإسقاط الدستور، متمترسين في معركتهم تلك، خلف المطالب الحياتية والمعيشية للناس، في شكل معيب؟ أين المسؤولون اللبنانيون من كلام البابا الراحل، فيما غالبية اللبنانيين في حال من العوز والجوع، والفساد المستشري، والعجز السياسي الشامل مختلفَ المستويات، بلا أدنى أمل بفجر قريب؟ أين المسؤولون اللبنانيون من كلام البابا الراحل، فيما اللبنانيون يرحلون عن أرض الوطن، واللاجئون والنازحون يقيمون فيه بلا خطط للعودة، ما يهدد بضرب التركيبة الديموغرافية والنسيج الوطني الجامع بين اللبنانيين؟ الأسئلة كثيرة من وحي كلام البابا الراحل، لكن يبقى ان 31 كانون الاول من كل عام، ذكرى ينساها بعض اللبنانيين او يتناسَونها. ففي مثل هذا اليوم من عام 1946، تم جلاء جميع الجيوش الأجنبية عن لبنان، وخلِّد الأمر بلوحة شهيرة على صخور نهر الكلب.
أما اليوم، وبعد اكثر من احتلال وجلاء، فكم يبدو احتلال العقول اخطر من احتلال ارض، وكم تبدو معارك التحرر، اصعب من معارك التحرير. عسى ان تكون الساعات الاخيرة من عام 2022، ساعات اخيرة لخيبات الامل على مستوى الوطن، وبداية ايام خير لجميع الناس أينما كان. #OTVLebanon #OTVNews

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *