فجأة، صار كلُّ العالم مع الاعتراف بدولة فلسطين، أو على الأقل، صارت دول كثيرة تبدي استعدادها للمرة الأولى لبدء مسار الاعتراف بتلك الدولة. ولكن… عن أيِّ دولة يتحدثون؟
هل الدولة الرمزية، ذات السيادة الشكلية، ام الدولة الفعلية، صاحبة السيادة الكاملة على كل الاراضي المحتلة عام 1967 على الاقل؟
هل الدولة الممنوعة من امتلاك جيش قوي، والخاضعة لشروط أمنية من كل حدب وصوب، أم الدولة القوية، التي تعيش بسلام مع محيطها، بشرط وحيد هو استرداد الحقوق؟
هل الدولة المقطَّعة الأوصال بالمستوطنات، ام الدولة التي تستعيد كل اراضيها، لكلِّ شعبها الذي شبع تشريداً، حتى ضمن ارضه المحتلة؟
هل الدولة التي يبقى ابناؤها اللاجئون مشتتين في اصقاع الارض، ام الدولة القادرة على استعادة ابنائها، ومنح من اختار منهم البقاء حيث هو، الجنسية الفلسطينية؟
هل الدولة القابلة للحياة اقتصادياً، انطلاقاً من مواردها الذاتية، واستناداً الى دعم الاشقاء والاصدقاء، ام الدولة المخنوقة من العدو في كل المجالات؟
طبعاً، الدولة الحقيقة حق كل فلسطينية وفلسطيني، على الارض المحتلة، كما في بلدان الشتات. وطبعاً، إنَّ آخر ما يمكن ان تقبل به إسرائيل هو اعتراف الدول بذلك الحق… واذا ما قبلت به شكلاً، فستفعل المستحيل لإفراغه من المضمون، ولتكرار تجربة اوسلو الفاشلة، مرة ثانية بعد ثلاثة عقود.
وفي موازاة جرس الانذار الفلسطيني، جرس انذار لبناني. فالاساس، استعادة اراضي لبنان وحقوقه، لا تأمين أمن سكان شمال اسرائيل. واراضي لبنان المحتلة معروفة، ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا جزء لا يتجزأ منها، تماماً كحقوقه في استخراج النفط والغاز ووقف الخروقات البرية والبحرية والجوية بشكل كامل، برعاية رئيس جمهورية جديد، يفترض ان ينتخب بتوافق وطني يُبنى على الدستور والميثاق، ويُترجم في مجلس النواب، لا بجلسات سفراء، او بجولات موفدين.
موفدون، غادر من بينهم اليوم وزير الخارجية البريطانية، مفسحاً في المجال امام وصول نظيره الفرنسي، ثم جان ايف لودريان، وربما بعدها آموس هوكستين الذي التقى في الساعات الاخيرة نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب.
Categories