في فلسطين المحتلة، وتحديدا في الضفة الغربية وغزة، أقصى طموح البعض اليوم، تطوير الواقع القائم من سلطة وطنية محدودة السيادة، الى دولة غير مكتملة، في سياق ما يعرف بحل الدولتين.
اما في لبنان المحرر، اي في كل البلاد ما عدا مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من الغجر، فأقصى الطموح اليوم ان نعود الى مصاف السلطة الوطنية محدودة السيادة، بعدما كنا حتى امس القريب دولة مكتملة العناصر، أقله على المستوى النظري…
الى هذا المستوى المتدنى من الطموح الوطني وصلنا اليوم. اما المسؤولية فيتحملها ثلاثة اطراف:
اولا، من يمعنون في تجاوز الحدود، واقحام البلاد في حروب خارج كل مقومات الدولة السيدة او التفاهمات الوطنية.
ثانيا، من يمنعون منذ خمس سنوات تقريبا البلاد من التقاط انفاسها بعد الانهيار المالي، فيعطلون التشريع الاصلاحي ويضربون القضاء، ويتساهلون مع محاولات تخدير الناس تحت عنوان زائف هو الودائع المقدسة.
ثالثا، من يصرون على مواجهة الاخطار الوجودية بمزيد من الحقد والضغينة والتحريض، ومن يرفضون الخروج من قوقعة الماضي والتطلع الى رحاب المستقبل…
حول هذه الخلفية السياسية، تدور فصول المسرحية المحلية اليوم، حيث البطل حينا حراك اعتدال واحيانا جولة سفراء وفي اوقات كثيرة تقاطعات ظرفية ولقاءات تطوف حول الجوهر ولا تغوص في العمق.
اما الحل، ففي الافق الابعد من بعيد، حين تذوب كل الودائع وتتفكك اطلال الكيان وتضمحل آمال الناس وتهتري كل مقومات الحياة، تماما كما احترقت قلوب الامهات على شهيدات انفجار المرفأ وشهدائه، وعلى هجرة البنات والابناء، وعلى غصة من خسر جنى العمر، ليبني بعض الزعماء قصورهم اليوم على تعب الناس تماما كما شيدوها امس على جثث اللبنانيين، الذين راحوا ضحية الشعارات الخادعة، طيلة سنوات الحرب.
#OTVLebanon #OTVNews
Categories