اعتدنا كل عام ان يكون العنوان الأبرز لسهرة رأس السنة، رصد توقّعات من يُعرفون بالعرّافين او المنجّمين او الفلكيّين، والذين تتسابق الوسائل الإعلامية على استضافتهم، ليكشفوا لنا ما يتتظرنا من أحداث وتغيّرات، انطلاقا ممّا يُعرف بعلم مواقع النجوم والكواكب وتأثيرها على الأحداث في كوكبنا الصّغير. إلا إن اطلالات العرّافين على الشاشات لا تقتصر فقط على ليلة رأس السنة، بل هم يشغلون الرأي العام طوال السنة، خصوصا في بلد يتخبّط بالأزمات، بلد يعيش فيه المواطن بالخوف مما ينتظره، ويفتّش على جرعة أمل وتفاؤل بالواقع والمستقبل… "تعلّموا السحر ولا تعملوا به".. "لو علمتم الغيب لاخترتم الواقع".. "كذب المنجّمون ولو صدفوا".. كثيرة هي الأمثال الشعبية التي تتحدث عن ظاهرة التبصير وقراءة الغيب، ظاهرة قديمة اتّخذت أشكال متعدّدة بالحضارات والمجتمعات ادالقديمة والحديثة، وشكّلت، ولا تزال، هاجسا يشغل بال الملايين… قد يستمع البعض لتحليلاتهم وتنبؤاتهم من باب المتعة والتسلية، إلا ان نسبة كبيرة من الناس تنتظرهم وتتابعهم بجدية وتصديق لدرجة الهوس والادمان! ونحن لا نتحدث هنا عن عامة الشعب فقط، فحتى الملوك والرؤساء حول العالم يولون اهتماما خاصا بكل هذه الممارسات، فيستعينون بالمنجّمين والعرّافين كي يرشدونهم في كل خطوة يقومون بها، بالدقائق والايام والاشهر والسنوات.
على سبيل المثال، اقترن اسم الرؤساء بشارة الخوري رياض الصلح وحبيب ابو شهلا بالبصّارة "فاطمة"، التي كانوا يستشيرونها بشؤون الحكم والمال وعلاقاتهم مع زعماء الدول. الزعيم الدرزي كمال جنبلاط كان بدوره يزور العرّافين، وغيره كثر، في لبنان وخارج لبنان، لجأوا لأشخاص يقرأون الغيب ..
الرئيس الفرنسي الاسبق فرانسوا ميتران كان يستشير العرافة الفرنسية اليزابيث تيسيه حتى فيما يتعلق باختيار رئيس الوزراء، او الانضمام إلى قوات التحالف بحرب الخليج الثانية وغيرها. الرئيس الاميركي الاسبق جيمي كارتر كان يثق بعرّافة عجوز كان يزورها في مصر، خصوصا بعدما تنبأت بدخوله البيت الأبيض. أما الرئيس الاميركي رونالد ريغين فكان لديه، هو وزوجته نانسي، هوسا بالعرافين والمنجمين، لدرجة انو عيّن بعد فوزه بالانتخابات نهاية العام 79 ثلاثة من الفلكيين أو الروحانيين بصفتهم مستشارين، ولهم الكلمة الفصل بكل قرار ينوي اتخاذه، وهم من رشّحوا جورج بوش الاب نائبا له. الامر نفسه ينطبق على الرئيس الفرنسي جاك شيراك، زعيم الاتحاد السوفياتي جوزيف ستالين، الرئيس العراقي الاسبق صدام حسين، الرئيس الليبي الاسبق معمر القذافي، الرئيس السوداني الاسبق جعفر نميري وغيرن وغيرهم كثر، سابقين وحاليين.
وفي وقت يؤكد العرّافون ان توقّعاتهم لا تأتي في اطار التحليلات، بل انهم "يقرأون" الاحداث والتصريحات والمواقف استنادا الى حركة النجوم والكواكب، او إلهامات وايحاءات تنزل عليهم، يرفض الدين والعقل هذه الظاهرة، ويعتبران ان جزءا كبيرا من هذه التنبؤات يهدف الى ترسيخ أهداف محددة وتثبيتها في وجدان شعوبها؛ خاصة الأنظمة التي تواجه مشاكل في الحكم. وهناك من يعتبر ان المعلومات التي يفصح عنها العرّافون، مصدرها أجهزة المخابرات أو جهات مولجة بتسريب معطيات لغايات محددة! في هذه الحلقة من "حقك بإيدك" سنتحدث عن ظاهرة "معرفة الغيب"، هذه الطاقة والقدرة المعرفية العظيمة التي تفوق سقف المعرفة العقلية، ونتوسّع بتداعياتها الايجابية والسّلبية على الأفراد والمجتمع. ضيوف الحلقة: دكتور علم الطاقة مايك فغالي، واستاذة الاعلام المرئي والمسموع والمكتوب في الجامعة اللبنانية البروفسور ماغي عبيد، الاخصائية والمعالجة النفسية د. نضال صادق. #حقك_بإيدك #OTVLebanon #OTVNews
Categories