البلدُ في حالة حرب تكاد تدخل عامَها الاول بعد أقل من شهر، على وقع تهديداتٍ اسرائيلية متواصلة، آخرُها اليوم من وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت، الذي تحدث تكراراً عن قرب انتهاء المَهمة في غزة والتركيز على الحدود مع لبنان.
رئاسة الجمهورية فارغة منذ حوالى سنتين، والكتل النيابية عاجزة حتى اللحظة، ليس فقط عن التوافق او انتخاب رئيس جديد، بل عن مجرد المشاركة في جلسة تشاورية مقرونة بإتمام الاستحقاق.
الحكومة عنوانُها الفشل: فشلٌ في الاستجابة لمطالب الناس، ومنهم اليوم العسكريون المتقاعدون الذين منعوا من تبقّى منها من الاجتماع، وفشلٌ في احترام الميثاق الوطني والدستور، حيث تسطو بوضوح على صلاحيات رئاسة الجمهورية، كما تتجاوز نطاقَ تصريف الاعمال.
وفي موازاة دمار الجنوب، دمارٌ اقتصادي مزمن، وانهيارٌ مالي يتعمق كل يوم اكثر فأكثر، منذ انقلاب 17 تشرين الاول 2019، الذي حطم ما تبقى من دولة ومؤسسات سياسية وادارية وقضائية.
غير ان هذا الواقع الكارثي الذي كان يفترض ان يشكل دافعاً للمنظومة السياسية كي تجري المراجعات المطلوبة وتتخذ العبر وتخطو خطواتٍ اساسيةً للانقاذ بدءاً بانتخاب رئيس… هذا الواقعُ بالذات، وجدت فيه تلك المنظومةُ بالذات، فرصةً لفتح النقاش بموضوع يكاد يكون الاكثرَ اشكاليةً على الساحة المحلية، أي قانونِ الانتخابات النيابية، في خطوة يُستبعد ان تكون مرتبطةً بالحرص على الديموقراطية وحسن التمثيل، ويُحتمل ان تكون ارنباً من الارانب، قد يشكل ذريعةً لتوسيع الازمة، وطرحِ التمديد لمجلس النواب، وارجاءِ الاستحقاق الرئاسي الى اجلٍ غيرِ مسمى، في مقابل الحراك الخارجي المستعاد.
وفي هذا السياق، استغرب تكتل لبنان القوي اليوم فتحَ باب النقاش حول قانون الانتخاب في وقت يعاني لبنان من الفراغ الرئاسي ومن حكومةٍ تفتقد للميثاقية، وبعد كل ما عاناه اللبنانيون للتوصل الى قانونِ انتخاب. وشدد التكتل على تمسكه بثابتتين: الاولى، تثبيتُ المناصفة الفعلية وإدخالُ كل التحسينات بهذا المجال لمنع أي هيمنة من أي مكوّن على أي مكون آخر.، والثانية، ضرورةُ إحترام حق المنتشرين في إنتخاب ممثلين عنهم وفقاً لما نصّ عليه القانون.
اما الباقي، فالايام ستكون كفيلةً بإظهاره، ليبنى على الشيء مقتضاهُ الوطني والسياسي
#otvlebanon #otvnews
Categories