Categories
Videos

مقدمة النشرة المسائية 18-01-2020



بعدَ جمعةِ الآلام وتعثّرِ قيامةِ الحكومةِ سَطعَ سبتُ الغضب بثلاثِ تظاهراتٍ مركزيةٍ انطلقَت مِن شرايينِ المدينة وصبّت في قلبِ البلد وعندَ خطِّ الوسَط انقلبَ المَشهد مجموعاتٌ صغيرةٌ استُقدِمت من خارجِ الأطرِ التنظيميةِ للثوار ولهدفٍ محدّد هو مواجهةُ قوى الأمنِ لإجهاضِ الثورة وتحرّكَ البرمائيونَ المغطسونَ بثوبِ ثورةٍ بحسَب ما تشتهيهِ سُفُنُ تياراتِهم السياسيةِ والأجهزةُ الأمنيةُ المرتبطةُ بها وبالتضامنِ بينَ قوةِ مكافحةِ الشغَبِ في قُوى الأمنِ الداخليِّ وشرطةِ مجلسِ النواب وعن سابقِ إصرارٍ وترصّدٍ تمّ تكسيرُ وإحراقُ خيامِ الثوارِ السلميةِ في ساحةِ الشهداء وشارعِ اللعازارية ورياضِ الصلح وبالاعتداءِ على المتظاهرينَ وعلى المراسلينَ الصِّحافيين ولاحقًا تبرّأت شرطةُ المجلسِ مِن أفعالِها على جرْيِ عادتِها في بيانٍ ردَّ التُّهمةَ على وسائلِ الإعلام. وبالتسلسلِ الزمنيِّ فقبيلَ التقاءِ التظاهراتِ الثلاثِ في وسَطِ المدينة اقتَنصت تلك المجموعاتُ سبتاً ثائرًا افتَعلت أعمالًا لم تألفْها التحركاتُ السلميةُ فردّت عليها قُوى مكافحةِ الشغبِ بخراطيمِ المياهِ المقطوعةِ عن البيوتِ وبالقنابلِ المسيِّلةِ للدموع وبالتزامن معَ وصولِ التظاهراتِ إلى محطتِها الأخيرةِ نفذ الجيشِ اللبنانيِّ انتشاراً عندَ المداخلِ المؤديةِ إلى مجلسِ النوابِ لإبعادِ الشّعبِ عن مجلسِه. ليلةُ القبضِ على الثورة وإحراقِ خيامِها وقمعِ ثوارِها كانت مُكمِّلةً لليلةِ إجهاضِ ولادةِ الحكومةِ بعدَ الغداءِ الأخيرحيث كان منَ المُفترضِ أن يُخرِجَ رئيسُ مجلسِ النواب نبيه بري اسميهِ مِن جيبِه السريّ وبدلاً من التشكيلةِ فُتحت نيرانُ الحلفاءِ على حسّان دياب من جبهةِ الثُلُثِ المعطّل لدى التيار والرئيس إلى موقِعِ نائبِ رئيسِ الحكومة و الخلافاتِ على الوزاراتِ ودمجِها و استقدامِ تعزيزاتٍ مِن الكاثوليكيِّ والقوميِّ والدرزيّ وتشويهِ صورةِ التأليفِ بتعزيزِ مطلَبِ حكومةِ الأربعةِ والعِشرينَ وزيراً على حسابِ صيغةِ الثمانيةَ عَشَرَ مِن أصحابِ الاختصاصِ التي يتمسّكُ بها الرئيسُ المكلّفُ لمحاكاةِ الداخلِ والخارجِ وصولاً إلى تقديمِ معركةِ رئاسةِ الجُمهوريةِ على التشكيلةِ الحكومية. وفي ساعاتِ ذِروةِ الخلافِ نجح حزبُ الله في فكِّ اشتباكٍ واحدٍ بين الحلفاء وفَصَلَ بين التيارِ والمردة ما ادّى الى تأجيلِ إلقاءِ القنابلِ المسيّلةِ للدموعِ مِن بنشعي . لكنْ في المقابلِ رَفعَ بري العوائقَ السياسيةَ في وجهِ دياب ومثلَه فعلَ رئيسُ الجُمهورية وطبَقةٌ سياسيةٌ تَجهَدُ لاستيلادِ نفسِها مِن رَحِمٍ ميْتةٍ مِن ذِهنيةٍ أَمسكَت بالبلدِ منذ عامِ اثنينِ وتسعينَ وحتى السابعَ عَشَرَ مِن تِشرين وعلى قاعدة إما نكونُ وإما نَحرُقُ البلدَ بما ومَن فيه تستميتُ الطبَقةُ السياسيةُ في إعادةِ استنساخِ نفسِها مهما كان َالثمنُ ولذلك تقودُ معركةَ التأليفِ بالحِصصِ والأزلامِ والمستشارين ولم يُرصَدْ سؤالٌ واحدٌ مِن رؤوسِ التأليفِ الحامية تسألُ الرئيسَ المكلّفَ عن خُطتِه الإنقاذيةِ وبَرنامجِه لحكومةِ ما بعدَ انتفاضةِ الشارع. اليومَ استدرجَ العنفُ عُنفاً مُضاداً لإلصاقِ تُهمةِ التعطيلِ بالثورة بعدَ أمسٍ أكّد المؤكّدَ على مائدةِ عين التينة حيث وضع السمُّ في الدسم وغداً لناظر الشعب قريب.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *