https://www.youtube.com/watch?v=PA4giDAM_Zs
رئيسُ الجمهورية قرّر أن ينتحرَ سياسياً، وأن يضعَ حداً لعهده الذي لا يزال في بدايته، منذ الآن. حقاً، ثمّة في بعض الدوائر الإعلامية والسياسية المعروفة، مَن يريد للّبنانيين أنْ يُصدّقوا هذا الكلام، بعد أن يَقتنعوا بأنّ رأسَ الدولة قرّر عرقلةَ تشكيل الحكومة، تسهيلاً لانتخاب الوزير جبران باسيل رئيساً مقبلاً للبلاد، وأنّ الأخير بدأ حملة لتسويق نفسِه في الخارج قبل الداخل… كيف يُمكن لرئيسٍ لا يزالُ في مستهَل عهدِه أن يُعطِّلَ تشكيلَ حكومةٍ يُسمّيها حكومةَ العهد الأولى؟ وما الرابطُ بين تعطيل تشكيل الحكومة، لو افترضنا أنه يَحصُل، بتعزيزِ حظوظ الوزير باسيل؟ … وإذا كان هذا هو السببُ الفعلي للتعطيل، فماذا عن العُقد الثلاثة التي باتت معروفة؟ ولماذا لا يَفضح المَعنيون بتلك العُقد، المؤامرة المُتخيَلة، فيَقتنعَ الاشتراكي بأنّ مبدأ الاحتكار غير مقبول، ويُدرك القوّاتي بأنّ نفخَ الأحجام غير منطقي، ويُقرّ المُستقبلي أنه لم يَعُد وحيداً في بيئته؟… أسئلةٌ تختصر مأساةَ طبقةٍ سياسية، بات معظمُها أسيرَ مَنطِق المكائد والدسائس، فجعلَ من الوطن بأسْره قيدَ الاعتقال السياسي… اعتقالٌ قائمٌ لكنّه موقّت، ولن ينجحَ بالتأكيد في تحويل المرفوض مقبولاً، والباطل حقاً، والخطأ صواباً، مهما ازدادت الضغوط ومهما ارتفعت وتيرةُ الكَذِب.. وتاريخُ الرئيس العماد ميشال عون القريبُ والبعيد في آنٍ معاً، خيرُ دليل.
Categories