لو أردنا حسم إسم الرئيس اليوم، لكان الفائز من دون منازع: فخامة الغموض.
غموض على مستوى تفضيل الدول لهذا المرشح أو ذاك، وغموض على خط الكتل النيابية التي آثر كثيرون من أعضائها الاحتجاب عن الإعلام. ومن أطلّ من بينهم، أتت إطلالته أقرب إلى التحليل أو التنبؤ والتوقع، منهُ إلى نائبٍ يمثل الأمة، ويُفترض أن يكون صاحبَ قرارٍ في اختيار رئيس البلاد.
غير أن الغموضَ الذي يطبع المشهدَ الرئاسي، لا يصب إطلاقاً في خانة "البنّاء".
فاعتماد عبارة الغموض البنّاء لوصفه، كان أمراً طبيعياً وبديهياً، لو أتى تعبيراً عن تنافسٍ محتدم بين المرشحين، ما يجعل من وضوح النتائج قبل أقلَّ من أسبوع أمراً يقارع المستحيل. أما في حالتنا المؤسفة، فالغموض البنّاء ترجمةٌ مباشرة لعجز غالبية النواب عن أداء واجباتهم الدستورية بحدها الأدنى، وترقبّهم لكلمة سرٍّ من هذا الخارج أو ذاك ليبنوا على الشيء مقتضاه، فيصوّتوا لهذا او ذاك من المرشحين المطروحين، الأقلَّ من عاديين في مرحلةٍ غيرِ عادية.
ولعل ما يزيد المشهدَ غموضاً على غموض، اندلاعُ اشتباكاتٍ واسعة في الساعات الاخيرة على الحدود الشرقية بين مسلّحين سوريين والجيش اللبناني، ما اضطُر العماد جوزاف عون الى تأجيل زيارةٍ كانت مقررةً عصراً لبكركي. اشتباكاتٌ تكرر طرحَ علامات الاستفهام الكثيرة حول تسرّع افرقاءَ لبنانيين في التهليل للتحوّلات الاخيرة في سوريا، وإطلاقِ أوصافٍ من أقلّها "الرفيق" و"سيدي القائد"، قبل بلورة صورتها النهائية على مختلف الصعد.
أضف إلى ما تقدم، الغموضُ المخيف على مستوى الحدود الجنوبية. فأكثرُ من نصف مهلة الستين يوماً مضى، والاحتلالُ قائمٌ كما الخروقات. اما الزياراتُ والجولاتُ والوعود فلا تبدّل في الواقع تبديلاً، حيث ان احتمالَ تجدّد الحرب يبقى وارداً في اليوم الواحد والستين، وربما قبل، حتى ثبوت العكس
#news #otvlebanon #otvnews
Categories