https://www.youtube.com/watch?v=4lFU-t2qYAE
"معنا القوة ومعنا الصمود. الترجمة العملية لدماء الشهداء بدأت تتجلى على المستوى الوطني ومستوى القضية بقرار مستقل، من أجل ترسيخ استقلال الوطن وسيادته… وعلى مستوى المجتمع، ببناء مجتمع سليم مرتكزه دولة سليمة. اليوم لم يعد الحرامي في المجتمع اللبناني هو النموذج، ولا السمسار هو النموذج، بل الشهيد البطل هو النموذج. اما السماسرة والحرامية والمتاجرون بقيم وطنهم ومجتمعهم، فلهم السجن والقضاء". حقاً، ما أشبه الأمس باليوم. وكم ينطبق هذا الكلام الذي توجه به الرئيس العماد ميشال عون إلى أبناء شهداء الجيش في زمن الميلاد قبل ثلاثين عاماً تقريباً، واستيعد بكثافة على مواقع التواصل هذا المساء، على واقعنا اليوم. فاليوم، معنا القوة ومعنا الصمود: قوة الإرادة، وقوة التصدي لكل ما يحاك من دسائس، أو يُذر في العيون من رماد. واليوم أيضاً، القرار مستقل، أقلَّه على رأس الهرم، ولعلَّ في هذا الواقع بالذات، جوهر الأزمة ومأساة البعض. واليوم ايضاً وأيضاً، الحرامي ليس النموذج، والسمسار السياسي ليس النموذج، بل الشهيد البطل هو النموذج، وهذا طبعاً عند المؤمنين بالوطن والمنتمين إليه، لا المتعاملين معه ساحة لحروب الآخرين في السياسة، أو محطة قبل السفر، أو باب رزق في مغارة لصوص. حقاً، ما أشبه الأمس باليوم. ليس بالظروف السيئة طبعاً، بل بإرادة التصدي لكل ما هو سيء، والانتصار لكل ما هو خير. فيوم كان الشعب محاصراً، والظروف الاقتصادية والمعيشية صعبة جداً، والدولة مفككة، ويوم كانت أجزاء شاسعة من أراضيها محتلة، والقصف العشوائي يستهدف الناس، لم يفقد اللبنانيون الأمل، فكيف يفقدونه اليوم؟ فالأساس هو الامل، اما الباقي فتفاصيل. تفاصيل، سنبتعد عنها قدر الإمكان في نشرتنا اليوم. فالليلة، ليلة الميلاد، ليلة لن نعطي فيها قيمة لمن لا يمنح نفسه قيمة، بشتيمة من هنا، وكلام ناب من هناك، ودجل سياسي من هنالك. الليلة ليلة الصدق والإخلاص والمحبة، ويا ليتها تكون… كل ليلة. ولد المسيح… هللويا. وكل عام وانتم بخير.
Categories