https://www.youtube.com/watch?v=bdQ4YVYxR-Y
انتهى اسبوع الانتخاب الاغترابي ليبدأ اسبوع الانتخاب الداخلي ويتوج في 6 ايار بالاحد الكبير . ما حدث البارحة في اوروبا واستراليا واميركا وافريقيا , وقبله في ست دول عربية , كان حدثا وطنيا وخطوة جريئة , اقدم عليها العهد حيث لم يجرؤ الاخرون من اصحاب الاحجام الاصطناعية والانتصارات الوهمية والوعود الموسمية . قبل هذا العهد , كان الاغتراب مصدر مال واعمال , استلاب واحتراب . مع العهد الجديد صار شراكة ومشاركة , منارة انتماء وعمارة ولاء . كان شائعة ملفقة عن لون واحد وطائفة معينة , فصار حقيقة قاطعة عن تعدد ساطع ووحدة جامعة بين المسيحيين والمسلمين . كان ابتعادا وازدراء , فصار تواصلا وانتماء . والشواهد كثيرة , ولعل ابرزها ما جاء على لسان مندوب بعثة الاتحاد الاوروبي , الذي اعرب عن تأثره وتقديره لردة فعل اللبنانيين ازاء اول انتخاب للمغتربين والمنتشرين , الذين قدموا الصورة الجميلة الحقيقة للبنان التعددية ضمن الوحدة , والديمقرطية ضمن التنوع , والتسامح في منطقة تحول فيها التسامح الى عملة نادرة وقيمة مفتقدة .
قد يقول البعض ان نسب الاقتراع لم تكن على قدر التوقعات , وان هناك ثغرات وعقبات شابت العملية الانتخابية اداريا وتقنيا . وان هناك غيابا للعدالة في ظل غياب تكافؤ الفرص بين المرشحين والاحزاب . لكن الاهم ان الانتخابات نجحت , وان التجربة مشجعة , وان الارادة انتصرت , وان ثقة المغتربين عادت بالوطن وبشرفاء الوطن , وان الاخطاء ستعالج والايجابيات ستعزز , وان المغتربين لم يعودوا للتجارة سلعة , بل عادوا للبنان قلعة .
Categories