https://www.youtube.com/watch?v=TgUz7Lss27M
"القانون مُعقَّد… إنَّه قانون قايين وهابيل، حيث يَطعنُ الأخُ بأخيه على اللائحةِ نفسِها، سعياً وراء صوتٍ تفضيلي" …
كلامٌ سلبيٌ كثير يُطلقه البعضُ حول قانون الانتخاب الجديد، في محاولةٍ غير مشروعة للتّعمية على أبرزِ انجازات الحكومة في السنة الأولى من عمر العهد…
قبل عام 2005، كانت الدوائرُ تُرسَم تأميناً لمصالح غير المعترضين على الوصاية.
أما بعد 2005، فأبقى أفرقاءْ معروفون على قانون انتخاب الوصاية، الذي أمَّن احتفاظَهم بأكثريةٍ غير واقعية…
عام 2008، نجح العماد ميشال عون، رئيسُ تكتل التغيير والاصلاح يومَذاك، في اعادةِ حقّ المسيحيين الى أصحابه، في الاشرفية والصّيفي والمدوّر على مستوى بيروت، والى البترون والكورة وزغرتا وبشرّي في الشمال، والى جزّين في الجنوب. بوادرُ التوازن لاحَت، والعودةً الفعلية الى الدولةِ بدأت آنذاك…
أما عام 2017، وبنتيجةِ نضالٍ سياسي طويل – تَوَّجَّهُ موقفٌ وطنيٌ ثابت عبَّر عنه رئيس الجمهورية ممتنعاً عن توقيع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة وفق القانون القديم، ثم مستخدِماً صلاحيتَه المنصوص عليها في المادة 59 من الدستور للمرة الأولى في تاريخ لبنان – بنيجة ذلك النضال خرجت النسبيةُ من الورق الى الواقع، وبات الواقعُ الانتخابي الجديد على الشكل الآتي:
أولاً، بات اللبنانيون على اختلاف مناطقهم وطوائفهم ومذاهبِهم مُتساوين: لكلٍّ منهم صوتٌ تفضيلي واحد، بعدما كان بعضُ اللبنانيين في السابق ينتخبون نائبَيْن، وآخرون عشَرة، وغيرُهم عشرين أو ربما أكثر.
ثانياً، لم يَعُد بالامكان الغاءُ اي كتلة سياسية او طائفية او مذهبية يتراوح حجمُها بين عشَرة وعشرين الفاً تقريباً، بفعل الحاصل الانتخابي، وذلك بعدما كان شطْب ُمجموعاتٍ كاملة من التمثيل بمثابةِ "شُربة ماء".
ثالثاً، صارت المساواة قائمة بين اللبناني المقيم واللبناني المنتشر الذي يستعد للإدلاء بصوته من الخارج للمرة الأولى في السابع والعشرين والتاسع والعشرين من نيسان الجاري، بعيداً من تكبُدِ مَشقّة السَفر، او الابتزاز بسِعر تِذكرةِ سَفَر…
القانون معقدَّ؟ ربما، لكن اللبنانيين أذكياء… هو قانون قايين وهابيل؟ ممكن، لكنّ شعبَنا يؤمِنُ بميثاقِه وبالمساواة بين أبنائه… وأمام عنوانٍ وطنيٍ كبير من هذا النوع، عشيّة انعقاد مؤتمرَيْن مِحوريَيْن في باريس، وفي وقتٍ تلقّى رئيسُ الجمهورية دعوةً رسمية للمشاركة في قمة الرياض، كم تَصغُرُ تفاصيلُ التنافس، وزواريبُ المزايدات و"القيل والقال".
Categories