بتسعة وتسعين صوتاً، ومن الدورة الثانية، وبعد تفاوض بين الدورتين مع حزب الله وحركة أمل، نجحت الارادة الإقليمية والدولية في إيصال قائد الجيش العماد جوزيف عون إلى قصر بعبدا، ليصبح بذلك الرئيس الرابع عشر للجمهورية اللبنانية منذ الاستقلال، ويخلف الرئيس العماد ميشال عون الذي انتهت ولايته قبل عامين وشهرين، من دون أن يتمكن مجلس النواب من انتخاب البديل ضمن المهلة الدستورية، ولا بعدها، بفعل فريقين أصرَّ كل منهما على إلغاء الآخر، لتكون النتيجة إلغاء التوافق الحقيقي، لا الشكلي.
ومع الأمل بفتح صفحة جديدة في تاريخ لبنان، والتمني بنجاح الرئيس الجديد في تطبيق ما أورده في خطاب القسم، ثلاث أسئلة كبرى مطروحة:
أولاً، ما معنى السيادة، في بلد قدم من الشهداء ما لم يقدمه وطن في العالم بحجم لبنان، طالما النتيجة تسمية مباشرة من موفدين وسفراء لمرشح رئاسي، تحت ضغط حرمان لبنان من إعادة الإعمار والمساعدات، وإبقائه رهينة الانهيار المالي. والسؤال موجه بالتحديد إلى النواب الذين ناموا على موقف واستفاقوا على نقيضه، وجاهروا بذلك بلا خجل.
ثانياً، ما قيمة الدستور، في وطن لم يعد فيه القانون الأسمى إلا حبراً على ورق، فيفسر وفق أهواء السياسة، ويحذف كاملاً كرمى المصالح، وفي هذا الاطار، علق رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل على مجريات جلسة اليوم بالقول: قالولنا انتبهوا تبقوا وحدكن. قلنالهم منبقى لوحدنا احرار برأينا وأسياد قرارنا. لا التهديد بيرهّبنا ولا الاغراء بيرغّبنا. لا مننباع ولا مننشرى ولا في شي بيهزّنا. نحنا حرّاس السيادة والدستور, ومنبقى تيار ووطني وحرّ. مش هيني تكون سيادي بالفعل، بس الحياة لحظة كرامة، ختم باسيل.
ثالثاً، هل سيتمكن الرئيس الجديد، الذي انتخبه الثنائي في اللحظة الاخيرة، والذي وافقت عليه القوات اللبنانية على مضض لا تمحوه صور الشامبانيا، الرئيس الذي أيده وليد جنبلاط صاحب نظرية رفض العسكر في الحكم بطلب خارجي، هل سيتمكن من تطبيق الحد الأدنى من الوعود، متجاوزاً طبقة سياسية تتملقه اليوم، لكنها ستصبح حتماً ضده غداً؟ وهل سيمارس حسن الاختيار للمستشارين والمساعدين والوزراء؟ أم سيدخل في زواريب التنافس السياسي، بحثاً عن كتلة نيابية او فريق سياسي خاص؟
بكل تأكيد كل الناس، على عكس غالبية السياسيين، يرغبون بنجاح الرئيس الجديد، لأنهم سئموا الوعود والشعارات، لكن الناس هذه المرة، وبكل تأكيد ايضاً سيحكمون على الأفعال فقط لا الأقوال. #OTVLebanon #OTVNews
Categories