في 28 كانون الثاني 2020، وقف دونالد ترامب على منبر البيت الابيض، والى يمينه بنيامين نتنياهو، واعلن خطتَه للسلام في الشرق الاوسط، او ما اصطُلِحَ على تسميته بصفقة القرن.
الخطةُ المذكورة تضمنت كثيراً من التفاصيل والمراحلَ والشرح. غير ان خلاصتَها العملية، قيامُ دولةٍ فلسطينيةٍ شكلية، والحفاظُ على المستوطنات التي قَضمت مساحاتٍ شاسعةً من الضفة الغربية، وابقاءُ اللاجئين في البلدان التي يقيمون فيها. اما في المقابل، فتطبيعٌ عربيٌ كاملٌ مع العدو ومساعداتٌ ماليةٌ معينة.
واليوم، بعد اربع سنوات على ذلك الاعلان الذي مُنيَ بنكسةٍ مع هزيمة ترامب، ثمةَ من يرى في حرب غزة مقدمةً عسكريةً لحلٍ شبيه، خصوصاً ان حظوظَ عودة ترامب الى البيت الابيض ليست قليلة، علماً ان اللاعبين الاقليميين لم يتغيروا، او لم تتغير اهدافُهم على الاقل.
فماذا يُرسمُ لغزةَ وفلسطين والمنطقة بعد الحرب؟ وماذا يدور اليوم بالذات في لقاءات باريس؟ وما هي حصة لبنان من كل ذلك؟
الاكيد ان احداً لا يملِك جواباً حاسماً على الاسئلة الاقليمية. اما حول لبنان، فالجواب بديهي: طالما الارادةُ الوطنيةُ مغيبة والانقسام قائم، فوطنُ الارز في دائرة الخطر، خصوصاً في ضوء اقتصاده المنهار وديموغرافيته المهددة ونظامه الهش.
وبين التحليلات المتداولة حول قرار اسرائيلي متخذ بتوسيع التصعيد جنوباً، وحراك سفراء الخماسية المستعاد نحو عين التينة الثلاثاء والاربعاء، واضراب رابطة موظفي القطاع العام بدءا من الثلاثاء المقبل… الثابت الوحيد لبنانياً هو الازمة، بمندرجاتها الرئاسية والمالية والمعيشية. اما الجوهر، فيكمن اليوم في مسألتين اساسيتين: الاولى، وقاحةٌ منقطعةُ النظير من غالبية الطبقة السياسية التي عبّرت عن نفسها بكل وضوح خلال جلسات الموازنة، والثانية استسلامٌ شعبيٌ واضحٌ امام هول الارتكابات السياسية المتمادية وغير المسبوقة في تاريخ الاوطان. #OTVLebanon #OTVNews
Categories