https://www.youtube.com/watch?v=JVQifrb0J3I
أيُّها الموتُ المجاني، متى تشبَع؟
أيها الموتُ الرخيص… الموتُ بِلا سبب… متى تتركُنا بسلام؟
موتٌ، من أجل كوبٍ من القهوة.
موتٌ، على خلفيةِ أفضليةِ مرور.
موتٌ، برصاصٍ طائش، فرحاً بنجاحٍ في امتحان، أو بهجةً بإطلالةِ زعيم.
موتٌ، بحوادثِ سير جرَاء الإهمال: إهمالُ سائق، أو إهمال جهات رسمية معنية بصيانة الطرق.
موتٌ، بخطأ طبي. ولا من يسأل أو يجيب.
أَشكال وأنواعٌ من الموت السخيف، اعتدنا على أكثرِها، ونَتَقَبَلُهُ على مضض، ولو بعد حين…
أما أن يموتَ شابٌ في مقتبل العمر، بسبب المونديال، فحدثٌ يبدو للوهلة الأولى، كأنه وافِدٌ إلينا من عالم آخر. كأننا لسنا في بلد. كأننا لا نعيش بين بشر. كأننا لم نعد نعرفِ الفرح، كأننا أموات في الروح، قبل أن نموت في الجسد.
فهل بلغت اللإنسانيةُ فينا، هذا الحد؟ هل باتت الأخلاق في أوساطِنا، عملةً نادرة، أو بِضاعةً مفقودة من الأسواق؟
جميعُنا ندرك أن الموتَ حق… وأن الحياةَ فانية على هذه الأرض. لكننا جميعاً، نُفضِل أن نموت لسبب. فإما موتٌ طبيعي، أو موتٌ خلال مقاومةِ مرض، أو قتالُ غاصبٍ أو محتل. أما أن يصبح حتى للمونديال شهيدٌ في لبنان، فأمرٌ لن يُصدَق، ولن يتقبَلُه عقلٌ ولا منطق مهما طال الزمن…
هذه المرة، الحق ليس على الدولة. فماذا بإمكان الدولة أن تفعل في مثل هذه الحالة، باستثناء القبض السريع على الجاني، وهو ما تم؟
سؤال من أسئلة كثيرة تبقى عادةً بلا جواب… فيا أيها الموتْ الرخيص، أترُكْنا نعيش بسلام. فنحن قومٌ نحب الحياة.
نحب الحياة في وطن مستقر آمن، وطنٍ مزدهر، تماماً كما قال رئيس الحكومة المكلف اليوم. وطنٌ ، حقوقُ الجماعات فيه مُصانة، تماماً كحقوق الأفراد. وطنٌ، الديمقراطية فيه ممارسة وليست شعاراً. نتائجُها الواضحة مُنطلق وحيد، ومعيار أوحد، لتشكيل سلطة تنفيذية يَنتظر منها الناس الكثير. لهذا النوع من الحياة نَطمح. وبهذا الوطن نحلم. أما الموت الحقير اللعين المقرف، فليتَه يُطرد من بيننا إلى الأبد.
Categories