كل المؤشرات تنذر بالخطر الداهم على الحدود الجنوبية.
ميدانياً، وفي موازاة تأكيد قائد لواء الشمال في لجيش الاسرائيلي بأن قواته جاهزة لاحتلال شريط أمني على الجانب اللبناني، وتيرة الاعتداءات الاسرائيلية ارتفعت بشكل ملحوظ في الساعات الاخيرة، لتتواصل ردود حزب الله المكثفة والنوعية عليها، معلناً على لسان النائب حسن عز الدين أنّ بنيامين نتنياهو أعجز من أن يوسع الحرب في أي جبهة جديدة، لأن جيشه المتعب والمنهك لا يستطيع الادعاء بأنه انتصر في غزة، فكيف سيدخل في حرب اوسع مع لبنان او غيره؟ اما المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، فجزم ألا حربّ مفتوحة في الأفق، لكنه حذر من ان المقاومة تملك قدرةَ تغيير الموازين، بل هي قادرة على تغيير التاريخ إذا أخطأت إسرائيل الحسابات، فمع أي حرب كبيرة، لن تبقى تل أبيب ولا حيفا ولا منصات غاز ولا محطات كهرباء ولا شبكات اتصالات ولا مطارات ولا موانئ ولا خزانات امونيوم ولا منشآت عامة ولا قواعد عسكرية، كل ذلك لن يبقى خارج تسونامي الدمار غير المعهود، وإسرائيل تعرف هذه الحقيقة وتخشاها، ختم قبلان.
في السياسة، الابرز زيارة آموس هوكستين لإسرائيل، ساعياً مجدداً إلى احتواء التصعيد، ومبلغاً نتنياهو ويوآف غالانت غير المتفقين حول مقاربة الوضع في الشمال، ان معركة واسعة ضد لبنان لن تعيد الأسرى وستعرض إسرائيل للخطر. اما رئيس الوزراء الاسرائيلي، فشدد على القيام بما يلزم لحماية أمن اسرائيل وإعادة سكان الشمال، في وقت كان
وزير الدفاع يعتبر ان فرص التسوية على حدود لبنان أوشكت على الزوال، مع استمرار ربط حزب الله نفسه بحماس.
لكن، في مقابل الجو الإقليمي المحموم، برودة غير مسبوقة على الجبهة السياسية الداخلية، التي تتعامل غالبية اركانها مع التهديد الاسرائيلي وكأنه يتمحور حول بلد آخر.
فالكتل النيابية تتفرج على الفراغ الرئاسي، وتتحمل مسؤولية ابقاء البلاد بلا رئيس يقود المواجهة السياسية لدرء خطر الحرب. اما افرقاء الحكومة غير الدستورية، فيتفرجون على نحرها للميثاق الوطني، وعلى ارتكابها الجرائم في حق الهوية اللبنانية، من البوابة التربوية هذه المرة، وشق الطريق واسعاً امام التوطين، من خلال مسألة تسجيل الطلاب السوريين الموجودين بصورة غير شرعية في لبنان في المدارس اللبنانية.
وعلى وقع كل ذلك، تواصل اللجنة الخماسية تحركها، وفي هذا الاطار صبّت اليوم زيارة السفير السعودي وليد البخاري لبكركي، وسط كلام عن رسالة سعودية-فرنسية في البريد الرئاسي، قابلها رئيس مجلس النواب نبيه بري بالسؤال التالي: كل أطراف الخماسية أيدت مبادرتنا الرئاسية "بالمفرق"، فما الذي يمنع إعلان تأييدها "بالجملة"؟ مضيفاً أن ما طرحه في 31 آب الماضي من تعديلات في المبادرة حول الملف الرئاسي هو آخر ما يصنعه الانسان. #OTVLebanon #OTVNews
Categories