بسرعة البرق تتغير المعطيات الميدانية على الارض السورية، بشكل يكاد لا يترك مجالاً على الاطلاق لتفسير ما يجري، انطلاقاً من المصالح الإقليمية والدولية المتصارعة حيناً والمتقاطعة أحياناً، على مساحة جغرافية تجتمع عليها الجيوش الروسية والاميركية والتركية والايرانية والإسرائيلية، الى جانب الجيش السوري، وجماعات مسلحة سورية وغير سورية، من مشارب عقائدية مختلفة، وانتماءات سياسية وطائفية ومذهبية متعددة، وبولاءات شتى، فيما التراجع مستمر أمام الجحافل، والشكوك تُرسم حول المواقف الخارجية، السابقة للأحداث الاخيرة أو المواكبة لها.
فهل ما يجري مجرد صدفة او ضربة حظ ادت الى سقوط حلب، لتكرَّ بعدها السُّبحة؟
بالطبع لا، فالانهيار المفاجئ والسقوط السريع لمناطق شاسعة كلفت الدولة السورية كثيراً لاستعادتها قبل سنوات، لا يدفع إلا الى الربط بين التطورات، ومخطط عن سابق تصور وتصميم من دول كبرى وصغرى، قد يؤدي إلى نتيجة من ثلاث:
الاحتمال الاول، سقوط دمشق بعد حمص، ما قد يؤدي تالياً إلى سقوط حكم الرئيس بشار الاسد، وهو ما تشدد عليها المعارضة المسلحة.
الاحتمال الثاني، تعديل حدود مناطق النفوذ على الاراضي السورية، اذا نجح الجيش السوري في التصدي لتقدم القوى المهاجمة ومنعها من دخول دمشق.
الاحتمال الثالث، قيام حملة عسكرية كبيرة بمشاركة حلفاء الحكم السوري لاستعادة المناطق التي خرجت عن السيطرة، وهو امر يبدو متعذراً حتى اللحظة لأكثر من اعتبار.
واليوم، أدلى الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب بموقف لافت جداً حول سوريا، شدد فيه على أنه يجب ألا تكون للولايات المتحدة أي صلة بالصراع، واعتبر أن روسيا غير قادرة على إيقاف تقدم المعارضة بسبب انشغالها في أوكرانيا، ومضيفًا أن سوريا في حالة فوضى وهي ليست صديقتنا والمعركة ليست معركتنا فدعوها كما هي ولا تتدخلوا، قال ترامب، الذي رأى أن مقاتلي المعارضة السورية استولوا على العديد من المدن في هجوم منسق للغاية وهم الآن على مشارف دمشق"، خاتماً بالقول: يبدو أن الأسد قد يكون مجبرا على الخروج وقد يكون هذا أفضل شيء يمكن أن يحدث.
اما في لبنان الذي التأمت حكومة تصريف أعماله في صور بمشاركة قائد الجيش، فعينٌ على تطبيق اتفاق وقف اطلاق النار وبدء العمل الجدي للجنة المراقبة لوقف الخروقات الاسرائيلية، وعين على جلسة التاسع من كانون الثاني الرئاسية، التي جدد الرئيس نبيه بري اليوم تمسكه بانعقادها، مشددا على انها ستخرج برئيس… ولكن من هو الرئيس؟ هذا هو الجواب الذي يجهله الشعب اللبناني، وغالبية النواب المسؤولين اصلاً عن انتخابه، قبل شهر ويومين من موعد الحسم المفروض.
#otvnews #news #otvlebanon
Categories