بضربة دستورية قاضية سياسياً، أسقط أربعة وثمانون نائباً تسمية نجيب ميقاتي رئيساً لحكومة العهد الأولى، وأحلّوا محلَّه مندوب لبنان السابق لدى الأمم المتحدة ورئيس محكمة العدل الدولية القاضي نواف سلام، الذي سبق لكتل معينة أن رشحته للمنصب الثالث في الدولة اللبنانية، ومنها التيار الوطني الحر، من دون أن تكتمل ظروف التسمية إلا اليوم، كما ذكَّر النائب جبران باسيل من بعبدا، حيث أكد دعم تكتل لبنان القوي للعهد الجديد بناء على مضمون خِطاب القسم.
وخروج ميقاتي من السراي الحكومي، يطوي أكثر من صفحة سوداء في تاريخ الوطن:
الصفحة السوداء الاولى، الانقلاب الوقح على الدستور والميثاق، بإصرار حكومة تصريف الاعمال على ممارسة صلاحيات رئيس الجمهورية، في غياب الوزراء الممثلين للمكون المسيحي، وخارج منطوق المادة الثانية والستين من الدستور التي تنص على أنه في حال خلو سدة الرئاسة لأي علة كانت تناط صلاحيات رئيس الجمهورية بمجلس الوزراء.
الصفحة السوداء الثانية، استمرار حكومة تصريف الاعمال بممارسة السلطة، على رغم انتخاب مجلس نيابي جديد لم يمنَحها الثقة منذ ثلاث سنوات، ولم يكن قادراً بالتالي على مراقبتها ومساءلتها بحكم كونها مستقيلة.
الصفحة السوداء الثالثة، تشمل كل الممارسات غير الطبيعية في مسألة المال العام المنهوب، عبر تعطيل الملاحقات القضائية، ومحاولة منع مدعي عام جبل لبنان القاضية غادة عون من ممارسة مهماتها، وتوفير الغطاء السياسي للمرتكبين، وفي مقدمهم الحاكم السابق لمصرف لبنان رياض سلامة.
في كل الاحوال، ما جرى اليوم إيجابي للغاية، بغض النظر عن الاسباب والخلفيات والاهداف بالنسبة الى بعض القوى والنواب. أما المسألة الميثاقية التي أثارها موقف كتلتي الوفاء للمقاومة والتنمية والتحرير، فمُحالة على المساعي التي ستبذل، منعاً لعزل أي مكون، وتسهيلاً لتأليف سلس للحكومة، لأن فرصاً كثيرة تنتظرنا، كما اعلن رئيس الجمهورية فور انتهاء الاستشارات الملزمة في قصر بعبدا. #OTVLebanon #OTVNews
Categories