ماذا تغير؟
الجواب على هذا السؤال غداة الانتخابات البلدية والاختيارية في جبل لبنان يُفترض ان ينتظر عام 2031، عشية الاستحقاق القادم، ليسائل الناخبون حينذاك من انتبخوهم امس: ماذا فعلتم؟
ماذا فعلتم بملف النازحين السوريين الذي يبقى اولوية وجودية كيانية مطلقة، في ضوء الدور الواسع للبلديات في ضبط وجودهم بالأمن والقانون.
ماذا فعلتم للنظافة العامة والبيئة، وسط تراكم النفايات والتلوث؟
ماذا فعلتم بالانماء، لناحية الطرق والحدائق وعشوائية العمران؟
هل ستغيرون في النهج المتخلف القائم على الخدمات الفردية لا العامة والتنفيعات الخاصة على حساب المال العام؟ ام ان التغيير الذي حصل امس سيقتصر فقط على الاشخاص؟
اما في السياسة، وعلى رغم الطابع العائلي الغالب في اكثر المعارك، من الواضح باعتراف الخصوم قبل الحلفاء، ان التيار الوطني الحر نجح مرة جديدة في اثبات حضوره السياسي وتكريس تجذره في المجتمع في مواجهة كل التشكيك.
فإذا كان التفوق على التيار في جونيه مثلا يتطلب تحالفا خماسيا عريضا كالذي جرى لنيل خمسة آلاف صوت في مقابل ثلاثة آلاف تقريبا للتيار ولائحة العائلات والشباب، فذلك يعني امرا واحدا واضحا: هذه القوة لا تزال هنا، وكل ما ارتكب في حقها من موبقات منذ عام 2019 على الاقل، لم ينجح في القضاء عليها كما كان يتسرع البعض في الاستنتاج. فكيف اذا كانت اكدت حضورها الى جانب الاهالي من المنصورية الى العقيبة فدير القمر مرورا بالكحالة وبعبدا، ووصولا الى النتيجة المبهرة على جري العادة في الحدت وغيرها، عدا اعدادا لا تحصى من المخاتير، ابرز معالمه حلول مرشح التيار بالمركز الاول في مدينة جبيل؟
وفي مقابل التيار، تبين ان تلويح القوات بغزو بلدي لا اساس له، وان الكتائب اضطرت الى خوض معركة في قلب بكفيا، وان بعض النواب المنفردين يقتاتون من فتات موائد الاحزاب، عضوا بلديا من هنا، ومختارا من هناك، فيطبلون ويزمرون وكأنهم انتصروا في فتح مُبين.
في المحصلة السياسية، وبكل بساطة، الكل ربح والكل خسر.
فماذا تغير؟ الجواب بعد ست سنوات. #OTVLebanon #OTVNews
Categories