https://www.youtube.com/watch?v=z6kb-tSOqlA
قبل لحظات من دويِّ ذاك الانفجار الرهيب قبل أربعةَ عشر عاماً في مثل هذا اليوم، كان المشهدُ في لبنان على الشكل التالي:
وصاية مستحكِمة بمفاصل القرار… طبقة سياسية مستفيدة، وصوتٌ معارض مرتفع، في ضوء تحولات إقليمية ودولية خطيرة. غير أن بلورةَ مطلبِ الحرية والسيادة والاستقلال كانت مشوبة بعَيب الصبغة الطائفية، وفق خصوم تلك المرحلة.
أما بعد لحظات على الجريمة الإرهابية الكبرى، فتبدل كلُّ شيء: الوصاية المستحكِمة صارت مكشوفة… الطبقة السياسية المستفيدة تفككت وتوزعت، والصوت الذي كان مطلوباً إسكاتُه ارتفع أكثر، بعدما زال العيبُ الطائفي المزعوم، ليحلَّ شعار الحقيقة والحرية والوحدة الوطنية ضيفاً على كل الساحات، من دون أن تكون لدى الصادقين من اللبنانيين، أيُّ نوايا حصار، أو مخططاتُ عزل، أو اراداتٌ مبيتة لاستهداف مكامن القوة التي أسقطت شعار قوة لبنان في ضعفه إلى غير رجعة.
في 14 عاماً، دار الزمنُ أكثرَ من دورة: زالت الوصاية لكن حلَّت وصايات، بعضُها في الخارج، وأكثرُها في الداخل، وانقسم اللبنانيون حول أنفسهم قبل السلاح وسوريا، ليصل بِهِم الأمر حد الاشتباك المسلح، ثم استجرار الأزمة السورية إلى داخل الوطن، بالسلاح والارهاب والنزوح، فكان ما كان من فرص ضائعة، وخسائر بشرية لن تعوَّض، ومادية تداعياتُها ماثلة الى اليوم.
أما اليوم، وبعد 14 عاماً على تلك اللحظات التاريخية، فكم تبدل المشهد:
من جهة، مشكلات معروفة… سياسياً واقتصادياً، وفي النزوح والكهرباء والنفايات وغيرها. أما من جهة أخرى، فتسوية رئاسية متينة، ومساعدات دولية موعودة، وارادة واضحة لإحداث فرق، جدد سعد رفيق الحريري تأكيدَها اليوم، ويكررها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في كل يوم.
وكما قبل 14 عاماً، كذلك اليوم. كلُّ ما ينقص، تضامنٌ وطني، حدوثُه كفيل بتحقيق المعجزات، كما بتسريع التحرُر من الوصاية عام 2005، كذلك، بتحقيق الوثبة المنتظرة على مستوى الاقتصاد والنزوح ومكافحة الفساد، في حكومة الى العمل سنة 2019.
رحم الله الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الذي نستذكر معه كل شهداء لبنان، الذين لا يستحقون منا إلا التكريم… أو الصمت.
Categories