ثلاثونَ عاماً رقّصَ فيها السودانَ على عصا وانتهى المطاف بعمر البشير في السجن ومنه إلى الإصلاحية وثلاثينَ عاماً بَلغ عُمر الفساد وسلطةُ لبنان ترقّصُ الشعبَ على أربع فلا بشائرُ الحِسابِ لاحت بتغيير ولا جرى استصلاحُ الكرنتينا للحَجْر على فريقٍ سياسيّ أَخَذَ البلادَ رهينةَ الأهواءِ السياسةِ ويسَوقُها بسرعةِ الضوءِ إلى الانهيار الاقتصادي. وعلى مشارفِ ستينَ يوماً مِن انتفاضةِ الشارع زيّتت الكُتلُ النيابيةُ محركاتِها استعداداً للإثنينِ العظيم بمفعولٍ رجعيٍ عن ضياعِ خمسةٍ وأربعينَ يوماً في تقليبِ مواجعِ التأليف قبل التكليفأُضيئت فيها أصابعُ الثنائيِّ الشيعيِّ العشْرُ لعودةِ الرئيسِ الضالّ وطُرحت فيها الصيغُ الحكومية متعددةُ التسميةِ مِن تكنوقراط إلى تكنوسياسية وآخرُ استدراجاتِ العروض فُتح على حكومةِ شراكة وجميعُها ينطبق عليها قولٌ مأثور . شهران بالتمام والكمال ولبنان ينتفضُ في الشارع وأولياءُ أمرِ التكليفِ السياسيّ يضعون الشروطَ والشروطَ المضادّة صعّد الشارعُ الضغط فارتفع ضغطُ السياسيين منهم مَن قاد انتفاضةَ الانسحاب والالتحاقِ بالصفِّ المعارض ومنهم مَن طالب غيرَه بتخفيفِ الشروط وهو يرفُضُ حكومةً خاليةً من الدَّسَمِ السياسيّ ومنَّنَ الحَراكَ بجائزةِ ترضيةٍ بمَقعدَين أو ثلاثة أما الرأسُ المدبّرُ للدولة ففتحَ لنفسِه بابَ اجتهادٍ سَرعانَ ما ردّت فتواهُ دارُ الفتوى دفاعاً عن مقامِ الرئاسة الثانية. كلُّ ذلك والسلطةُ مصابةٌ بشللٍ دماغي في معالجةِ أزْمةٍ كان منَ الممكن تجنّبُها منذ يومِ الاستقالةِ الأول بالدعوةِ إلى الاستشارات وليتحمّلْ كلُّ فريقٍ مسؤوليةَ خِيارِه. وعَشيةَ يومِ الاستشاراتِ الموعود فتَح بيتُ الوسَط طاقةً باتجاهِ معراب فأوفدَ الحريري الغطّاس لينقِّبَ فيها عن موقِفِ القوات لكنّ القواتِ المستقيلةَ مِن حكومةٍ فاشلة لن تشاركَ في حكومةٍ ساقطةٍ بعاملِ التمسّكِ بسياسيين فيما الحِزبُ ذو الكُتلةِ الوازنةِ يَرفُضُ حكومةَ اللونِ الواحد ويطرحُ حكومةَ شراكةٍ هي الوجهُ الآخرُ لحكومةِ التكنوسياسية خوفاً من المجهول لكنْ ما دامتِ الأكثريةُ باليد والثقةُ في ساحةِ النجمة فباستطاعةِ اليدِ التي مَنحت الحكومةَ الثقةَ أن تحجُبَها وأيُّ حكومةٍ لا تنالُ بالدرجةِ الأولى ثقةَ الناس فهي ساقطةٌ حُكماً في الشارعِ نفسِه الذي رَفض التفاوضَ معَ سلطة" كلها يعني كلها" متورطةٍ بهدرِ المالِ العامّ إلا إذا كان والعياذُ باللهِ أمرُ التنسيقِ بينَ حركةِ أمل وحزبِ الله لضبطِ الشارع وعدمِ تَكرارِ الاعتداءات قد فَكَّ الارتباطَ بالتهدئةِ خصوصاً أنّ معركةَ الخندق التي تكرّرت عند الرينغ باتجاهِ وسَطِ بيروت معَ الجيشِ اللبنانيِّ والقُوى الأمنية جاءت بعد ساعاتٍ مِن إعلانِ السيد حسن نصرالله التنسيقَ لضبطِ المناصرينَ في الشارع. لكنّ بعضَ اللينِ الذي أبدته القُوى الأمنيةُ معَ شغبِ الرينغ سرعانَ ما تحوّلَ الى قمعٍ لمتظاهرينَ سلميين عند الخطِ الأزرقِ لمجلسِ النواب . ٍ
Categories