استنكرت الخارجية المصرية كلمة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة ، واصفة ما تضمنته بالـ “الأكاذيب والافتراءات”، واتهمته بدعم جماعات وتنظيمات إرهابية.
وذكرت وزارة الخارجية المصرية أن تصريحات أردوغان في الأمم المتحدة “تمثل استخفافا وانقضاضا على إرادة الشعب المصري وذلك من خلال ترويجه لرؤية أيديولوجية وشخصية ضيقة تجافي الواقع”.
وأضاف البيان: “إن اختلاق مثل هذه الأكاذيب والافتراءات ليس بأمر مستغرب عن الرئيس التركي الذي يحرص على إثارة الفوضى وبث الفرقة في منطقة الشرق الأوسط من خلال دعمه لجماعات وتنظيمات إرهابية سواء بالتأييد السياسي أو التمويل أو الإيواء بهدف الإضرار بمصالح شعوب المنطقة تحقيقا لطموحاته الشخصية”.
وكان أردوغان انتقد سياسة الأمم المتحدة تجاه ما حدث في مصر في 30 حزيران/يونيو 2013، واصفًا ثورة 30 يونيو بـ”الانقلاب على شرعية الرئيس المنتخب”.
وقال أردوغان إن “بلدًا يدَّعي الديموقراطية قُتل فيه الآلاف من رافضي (الانقلاب) ويحاول أن يعطي الشرعية لمن قام به”، متسائلًا: “لماذا إذن الأمم المتحدة موجودة؟”.
“الغاء”
وقرر وزير الخارجية المصري سامح شكري إلغاء المقابلة الثنائية مع نظيره التركي على هامش أعمال الجمعية العامة “لخروج كلمى أردوغان عن اللياقة والقواعد المتعارف عليها وتدخله في الشؤون الداخلية لمصر في خرق واضح لميثاق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي”، بحسب ما جاء في البيان.
وأوضح البيان أن مصر في الوقت نفسه “تثمن علاقة الصداقة والروابط التاريخية التي تجمعها مع الشعب التركي، وتقدر جيدا أن هذا التوجه من قبل الرئيس التركي يعد خروجا عن إطار هذه العلاقة ومشاعر الأخوة التي تربط بين الشعبين”.
قال رئيس الوزراء البريطاني في كلمة ألقاها أمام اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة إنه “يجب على بريطانيا الانضمام الآن والمشاركة في الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الاسلامية”.
وأضاف “أدعو البرلمان للإنعقاد يوم الجمعة للموافقة على مشاركة بريطانيا في الهجمات ضد التنظيم في العراق”.
وأشار كاميرون في كلمته امام الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تضم 193 عضوا “من الصواب انه يجب على بريطانيا الان الانتقال إلى مرحلة عمل جديدة”.
وأوضح رئيس الوزراء البريطاني في كلمته أن “الأخطاء السابقة لا ينبغي أن تعيق اتخاذ أي إجراء ضد تنظيم الدولة الاسلامية”.
وقال كاميرون إنه “يجب ان نعطي ايران فرصة كي تظهر انها قادرة ان تساهم في حل” في سوريا.
وقال كاميرون الذي التقى الاربعاء الرئيس الايراني حسن روحاني “بامكان القادة الايرانيين ان يساعدوا في دحر تهديد” تنظيم الدولة الاسلامية.
“بروفة”
وقال مراسل بي بي سي في الأمم المتحدة نيك تايرنت إن” خطاب ديفيد كاميرون في الأمم المتحدة كان بمثابة “بروفة” على كلمته التي سيلقها امام البرلمان يوم الجمعة”، مضيفاً أنه “بدا وكأنه يخاطب البرلمان البريطاني وليس دبلوماسيين”.
وأضاف تايرنت أن “كاميرون ركز في خطابه على الدور التي ستلعبه الضربات الجوية البريطانية على العراق”، مشيراً إلى أنه أكد على شرعية المشاركة البريطانية بالضربات الجوية في العراق، وهذا أمر حساس في البرلمان البريطاني.
“تصويت”
وأردف المراسل أن كاميرون اوضح في كلمته أنه لا يعتقد “أن على الدول الغربية إرسال أي قوات برية للقتال في العراق، إنما المشاركة بالضربات الجوية”.
وسينعقد البرلمان -الذي كان في عطلة- يوم الجمعة للتصويت على السماح لسلاح الجو الملكي البريطاني بضرب أهداف لتنظيم الدولة الإسلامية في شمال العراق.
وتؤيد الاحزاب الثلاثة الرئيسية في بريطانيا هذه الخطوة لذا فإن من المتوقع اقرارها في البرلمان بسهولة.
وجاءت كلمة كاميرون اثناء قصف طائرات أمريكية مواقع تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية.
أدان الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند عملية قطع رأس مواطنه ايرفيه غورديل على ايدى جماعة تابعة لتنظيم الدولة الاسلامية في الجزائر.
وقال هولاند فى كلمته امام الجمعية العامة للامم المتحدة إن “عملية القتل وحشية وجبانة”،مضيفاً أن مشاركة فرنسا في الضربات الجوية التي تستهدف تنظيم الدولة الاسلامية في العراق مستمرة.
وأشار الرئيس الفرنسي إلى أن ” فرنسا لن تستسلم ابدا امام ما تفعله مثل هذه التنظيمات الارهابية”، موضحاً أن بلاده لن تتعرض للإبتزاز.
وكانت جماعة “جند الخلافة” المسلحة هددت فرنسا بقطع رأس غورديل خلال 24 ساعة في حال لم تتوقف عن المشاركة في الضربات الجوية في العراق.
وكان غورديل اختطف في منطقة تيزي أوزو شمال شرقي الجزائر.
وانضمت فرنسا إلى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في الحرب الجوية على تنظيم “الدولة الإسلامية” في العراق، ولكنها لم تشارك في الضربات الجوية في سوريا.
وتقول تقارير إن صور الفيديو التي تظهر قتل غورديل، كانت تحت عنوان “رسالة دم إلى الحكومة الفرنسية”.
قالت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) إن “غارات جوية جديدة تقودها الولايات المتحدة بمشاركة دول عربية تشن على تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا، مضيفة أنه سيتم الكشف عن مزيد من التفاصيل العسكرية في وقت لاحق.
وأكد مسؤولون امريكيون مشاركة مقاتلات سعودية واماراتية في الضربات الجوية الاخيرة التي شنتها قوات التحالف مساء الاربعاء على اهداف للدولة الاسلامية في سوريا.
ولم يوضح هؤلاء المسؤولون عدد هذه المقاتلات المشاركة في هذه الغارات التي استهدفت مصافي للنفط يسيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا.
وأكدت مصادر امريكية أن قوات التحالف استهدفت مصافي النفط في شمال شرق سوريا.
ويرى محللون أن هذه الحقول النفطية يعول عليها التنظيم كمصدر مهم للتمويل، وهم يبيعون النفط الخام باسعار متدنية عبر وسطاء في تركيا والعراق وايران والاردن.
وكانت الطائرات الامريكية نفذت في وقت سابق من نهار اليوم غارات جوية ضد أهداف لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق لليوم الثاني على التوالي.
نشرت وكالة الفضاء الهندية أولى الصور التي التقطتها مركبتها الفضائية لكوكب المريخ بعد دخولها المدار حول الكوكب الأحمر الأربعاء.
وقالت الوكالة في حسابها @isro على موقع تويتر: “المشهد جميل هنا”، فيما أرسلت “مانغاليان” عددا من صور الكوكب.
وتعتبر دراسة الغلاف الجوي للمريخ للبحث عن مؤشرات لوجود حياة جزءا من مهمة المركبة الهندية.
وتعد هذه هي المرة الأولى التي تنجح فيها مركبة في دخول المدار من أول تجربة والأرخص كذلك، إذ كلفت مهمة المسبار “مافن” الحالية لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا عشرة أضعاف رحلة “مانغاليان”.
ووصفت وسائل الإعلام الهندية المشروع بأنه “إنجاز تاريخي”
وذكرت صحيفة “ذا هندو” الهندية أن المركبة الفضائية “أرسلت نحو 10 صور لسطح الكوكب الأحمر لعدد من الحفر على السطح.”
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في وكالة الفضاء الهندية قولهم إن الصور أرسلت بـ “جودة جيدة”.
وذكرت التقارير أن الكاميرا كانت أولى المعدات التي حملتها “مانغاليان” يُجرى تشغيلها، وذلك بعد ساعات قليلة من دخول المركبة مدار الكوكب.
وجرى تجهيز المركبة الهندية بخمسة أجهزة، ووزنت ألفا و350 كيلوجراما واستغرقت عشرة أشهر خلال رحلتها التي بلغت 200 كيلومتر.
ومن بين أجهزة المركبة مقياس التصوير الحراري لرسم خريطة لسطح الكوكب وثروته المعدنية، وجهاز استشعار لتتبع غاز الميثان، الذي يعد أحد المؤشرات لوجود حياة على الكوكب.
وستحلل المهمة كذلك سمك الغلاف الجوي لكوكب المريخ.
وأصبحت الهند الرابعة بين دول العالم أو التكتلات الجغرافية التي تنجح في وضع مسبار فضائي داخل المدار حول الكوكب، والأولى في قارة آسيا.
وأرسلت كل من الولايات المتحدة وروسيا وأوروبا وحدهم بعثات سابقة إلى المريخ، ونجحت بعد ذلك الهند في ذلك من أول تجربة، وهو الإنجاز الذي استعصى على الأمريكيين والسوفيات.
بثت الجماعة المسلحة التي اختطفت الفرنسي، هرفي غوردال، الأحد صور فيديو لقطع رأسه.
وكانت جماعة “جند الخلافة” المسلحة امهلت فرنسا 24 ساعة لوقف ضرباتها الجوية في العراق.
وقد اختطف غوردال، وعمره 55 عاما، في منطقة تيزي وزو شمال شرقي الجزائر.
وانضمت فرنسا إلى التحالف الذي تقود الولايات المتحدة في الحرب الجوية على تنظيم “الدولة الإسلامية” في العراق، ولكنها لم تشارك في الضربات الجوية في سوريا.
وقد رفض الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، ورئيس وزرائه، مانويل فالس، المهلة التي أعطتها الجماعة المسلحة.
وتقول تقارير إن صور الفيديو التي تظهر قتل غوردال، كانت تحت عنوان “رسالة دم إلى الحكومة الفرنسية”.
تواصل حركة فتح وحركة حماس الفلسطينيتين محادثاتهما في القاهرة لحل الخلافات، التي طرأت بينهما بعد الحرب على غزة، وإنعاش حكومة الوحدة الوطنية.
وتجري المحادثات برعاية مصرية، ويشارك فيها عن حركة فتح عزام الأحمد وجبريل رجوب وزكريا الآغا وحسن الشيخ وصخر بسيسو، وعن حركة حماس موسى أبو مرزوق وعزت الرشق ومحمود الزهار وخليل الحية.
وستتناول جلسات الحوار، حسب عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، محمد أشتية، “الخلل في تطبيق اتفاق المصالحة، وتوحيد الجهاز الأمني، والبرنامج السياسي بينهما”.
وتأتي هذه المحادثات بعد موافقة وفد فلسطيني مشترك على إجراء محادثات غير مباشرة مع إسرائيل، في أواخر أكتوبر/تشرين الأول لإقرار هدنة دائمة في غزة.
وقد اتفق الفلسطينيون والإسرائيليون يوم 26 أغسطس/ آب بوساطة مصرية على وقف لإطلاق النار أنهى حربا دامت 50 يوما بين حماس والجيش الإسرائيلي.
ولكن المفاوضات مع إسرائيل تتطلب حل الخلافات بين الفصائل الفلسطينية، واتفاقها على استراتيجية واحدة.
وقد اتفقت حماس وفتح على تشكيل حكومة وحدة وطنية من مستقلين في يونيو/ حزيران، ولكن الخلافات طرأت بينهما من جديد، وهدد عباس بحل السلطة الفلسطينية، واتهم حماس بإدارة “حكومة موازية” في قطاع غزة.
وتتهم حمس السلطة في الضفة الغربية بعدم دفع مرتبات موظفيها في قطاع غزة وعددهم 45 ألف شخص.
ويعد تشكيل حكومة وحدة وطنية من الأهمية بمكان عشية عقد مؤتمر دولي للمانحين يوم 12 أكتوبر /تشرين الأول في القاهرة، لإعادة بناء غزة.
أعلنت الولايات المتحدة إن بعض غاراتها الجوية على سوريا استهدفت إحباط هجوم وشيك على الغرب، من جانب مجموعة مرتبطة بالقاعدة تسمى “جماعة خراسان”.
وجاءت الغارات الجوية الأمريكية على محافظة حلب، بعد ساعات من بدء الولايات المتحدة مدعومة بحلفائها العرب أول غاراتها الجوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.
وقال الجيش الأمريكي إن القصف الذي استهدف حلب نفذه الجيش الأمريكي وحده. وأوضح متحدث باسم الجيش إن مجموعة خراسان “كانت قد وصلت للمراحل النهائية في التخطيط لتنفيذ هجمات خطيرة”.
وقال الجنرال ويليام مايفيل قائد عمليات البنتاغون إن المجموعة كانت تستهدف شن هجمات “في أوروبا وعلى أرض الوطن”، لكن مسؤولين آخرين قالوا إن المجموعة كانت تستهدف شن هجمات على طائرات.
ولا يعرف الكثير عن مجموعة خراسان، بعيدا عن التصريحات الأخيرة للمسؤولين الأمريكيين عنها.
وبعد الغارات الجوية الأخيرة على سوريا، قال الجيش الأمريكي إن الجماعة “أسست ملاذا آمنا في سوريا، بهدف تنفيذ هجمات خارجية وإنتاج واختبار القنابل اليدوية، وتجنيد أشخاص غربيين لتنفيذ عمليات”.
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد أكد الثلاثاء أنه تم استهداف جماعة خراسان في غارات جوية على سوريا في الليلة السابقة، وقال: “لن نسمح بوجود ملاذات آمنة للإرهابيين الذين يهددون شعوبنا”.
تحليل: بيتر كينغ
قسم المتابعة الإعلامية – بي بي سي
يستخدم لفظ جماعة خراسان، الذي صاغته الولايات المتحدة على ما يبدو، لوصف مجموعة من قدامى مقاتلي تنظيم القاعدة، الذين سافروا إلى سوريا للاستفادة من الوضع هناك.
واندمجت الجماعة مع جبهة النصرة، التي تمثل فرع تنظيم القاعدة في المنطقة، وربما جماعات محلية أخرى، وجاء أغلب أعضاء الجماعة من أفغانستان وباكستان، والتي يشير إليهما الجهاديون باسم خراسان.
وتقول الولايات المتحدة إن الجماعة كانت تخطط لهجوم وشيك ضد الولايات المتحدة والمصالح الغربية، لكن الجماعة نفسها لم تتحدث عن أهدافها أو وجودها.
ويعتقد أنصار الجماعات الجهادية على الإنترنت أن الولايات المتحدة تستخدم هذه العبارة للإشارة إلى نشطاء في جبهة النصرة، أو إلى الجبهة ذاتها.
وظهر العديد من قدامي مقاتلي القاعدة في سوريا خلال العام الجاري، بمن فيهم المتحدث باسم جبهة النصرة أبوفراس السوري، والقائد العسكري للجبهة أبوهمام السوري، وظهر كلاهما في دعاية للجبهة.
لكن القائد المزعوم لجماعة خراسان محسن الفضلي شخصية غير معروفة.
وقالت القيادة المركزية الأمريكية، في وقت سابق الثلاثاء، إن طائرة مقاتلة شنت ثماني غارات جوية على معاقل جماعة خراسان غربي حلب.
وفي بيان للبنتاغون في اليوم ذاته، قال متحدث إن أكثر من 40 صاروخ توماهوك أطلقت من سفن حربية وغواصات، واستهدفت غالبيتها جماعة خراسان.
لكن لم يصدر تأكيد حول نتائج القصف الجوي على الأرض.
وأفادت الأنباء بمقتل نحو خمسين مسلحا مرتبط بالقاعدة، وثمانية مدنيين خلال الغارات الأمريكية التي استهدفت محافظتي حلب وإدلب الليلة الماضية.
ولم يتضح بعد ما إذا كان الضحايا، الذين أعلن عنهم المرصد السوري لحقوق الإنسان، ينتمون لجماعة خراسان.
وذكرت تقارير أن أغلب المسلحين القتلى مواطنون أجانب، وأن من بين القتلى المدنيين إمرأة وثلاثة أطفال.
شُنت غارات جوية جديدة على مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، ضربت أهدافا قرب الحدود السورية مع تركيا.
وأفاد نشطاء سوريون بوقوع غارات حول مدينة كوباني، التي مازال مسلحو التنظيم يحاصرونها منذ عدة أيام.
وأفاد شهود عيان بأنهم رأوا طائرتين عسكريتين تقتربان من جهة تركيا، لكن المسؤولين الأتراك نفوا استخدام مجالهم الجوي أو قواعدهم في الهجوم.
وقد توسع نطاق الغارات التي نفذها التحالف – الذي تقوده الولايات المتحدة – ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا الاثنين.
ولم تؤكد الولايات المتحدة، أو أي شريك آخر لها في التحالف، وقوع القصف الجوي قرب كوباني.
وقالت مصادر عسكرية تركية إن قواتها الجوية لم تشارك في الهجوم، ولم تستخدم القاعدة الجوية التابعة للولايات المتحدة في إنجرليك.
وكان تنظيم الدولة الإسلامية سيطر على مساحات كبيرة في سوريا والعراق، وشنت الولايات المتحدة ما يقرب من 200 غارة جوية على مواقع التنظيم في العراق منذ أغسطس/آب.
وقالت القيادة الأمريكية المركزية (سينتكوم) إن غارتين أخريين نفذتا على سوريا الثلاثاء خلال الليل، وبهذا يكون عدد الغارات التي تمت حتى الآن على سوريا 16 غارة.
تفجير مزار الأربعين
في غضون هذا، فجّر مسلحون – يشتبه في أنهم من تنظيم “الدولة الإسلامية” – مزار الأربعين بمدينة تكريت العراقية، والذي يعتبر أقدم مزار ديني إسلامي في العراق.
وذكرت مصادر محلية أن التفجير استهدف المسجد والمقابر المحيطة به بعد أن زرع مسلحو تنظيم “الدولة الإسلامية” عددا من العبوات الناسفة في المكان الذي يقع في وسط المدينة في محافظة صلاح الدين.
ونقل عن شهود عيان قولهم إن التفجير أسفر عن انهيار المزار بصورة كاملة.
وكان مسلحو التنظيم قد استهدفوا مزارات دينية ومساجد في محافظتي كركوك والموصل منها قبور الأنبياء يونس وجرجيس ودانيال بالإضافة إلى عدد من الكنائس الأثرية في محافظتي صلاح الدين والموصل.
ويُعتقد أن مزار الأربعين يضم رفاة 40 من رفاق النبي محمد، شاركوا في الفتح الإسلامي للمنطقة في عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب في عام 16 للهجرة.
وفي تطور آخر، فجّر مسلحون مبنى الكنيسة الخضراء في تكريت، والتي تقع داخل مجمع القصور الرئاسية وسط المدينة.
وتعتبر هذه الكنيسة من أقدم الكنائس في منطقة الشرق الأوسط، حيث يعود تاريخها إلى القرن السابع الميلادي.
وقال سكان محليون إن مسلحي تنظيم “الدولة الإسلامية” فخخوا المبنى قبل تفجيرة مما أدى إلى تدمير الكنيسة بالكامل.
من هو تنظيم الدولة الإسلامي
انبثق تنظيم “الدولة الإسلامية” عن تنظيم القاعدة في العراق في عام 2013.
سيطر التنظيم أولا على مدينة الرقة في شرق سوريا.
استولى على مساحات كبيرة من العراق في يونيو/حزيران، من بينها مدينة الموصل، وأعلن “خلافة إسلامية” في المناطق التي سيطر عليها في سوريا والعراق.
يتبع التنظيم نهجا سنيا متطرفا، ويضطهد الطوائف غير المسلمة، مثل الأيزيديين والمسيحيين، والمسلمين الشيعة، الذين يعتبرهم مارقين عن الدين.
يعرف عن التنظيم أساليبه الفظيعة في التعامل مع الرهائن، منها الذبح، كما فعل مع بعض الصحفيين الغربيين، وبعض موظفي الإغاثة.
تقول الاستخبارات الأمريكية إن التنظيم يضم نحو 31000 مقاتل في العراق وسوريا.
عندما نزح عشرات الآلاف من الإيزيديين العراقيين من الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية مطلع هذا الشهر، علق الكثيرون منهم في منحدرات جبل سنجار. وأصبحوا محل اهتمام عالمي. لكنهم الآن يقولون إن المجتمع الدولي نسي مأساتهم.
ويعيش الإيزيديون الآن في الأراضي الكردية شمالي العراق، في مخيمات مؤقتة، أو مبان غير جاهزة، أو حتى تحت الكباري.
ولكن الخبراء يقولون إن حوالي 4,500 شخصا من الإيزيديين ما زالوا يعيشون في الأراضي التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية، بينهم حوالي ثلاثة آلاف من النساء والأطفال.
ويتعامل أفراد التنظيم مع النساء والفتيات الإيزيديات كسبايا حرب، ويتاجرون فيهن في المناطق الخاضعة لسيطرتهم. وتمكنت القليلات منهن من الهرب والافلات من قبضتهم.
واجتمعت (عدلة) أخيرا بزوجها في مخيم في مدينة زاخو، بعد احتجازها وأخريات لمدة 38 يوما بعد اختطافهن من قريتها.
وتروي عدلة قصة اختطافها وتقول “في البداية، أخذنا إلى بيت كبير في الموصل. كان مليئا بالنساء. وأغلقوا (المسلحون) كل النوافذ والأبواب وأحاطونا بالحرس”.
وتابعت “وكل يوم أو اثنين، يأتي الرجال ويرغموننا على خلع حجابنا ليختاروا من يريدون. وكن النساء يسحبن من شعورهن إلى خارج المنزل”.
ونقلت عدلة من مكان إلى آخر، وكانت ترى صديقاتها يضربن بوحشية ويغتصبن. وأجبرت إحداهن على المغادرة مع ابنها تحت تهديد السلاح.
وقالت إن المسلحين تركوها وحيدة لفترات طويلة لأنها كانت حامل، لكن قلقها على سلامتها كان في ازدياد.
وأضافت “أتى الكثير من الرجال في يوم لأخذ الفتيات. حينئذ، قررنا الهرب حتى لو أمسكونا وقتلونا، فقد أصبحنا نفضل الموت على البقاء”.
وجمع خبير الأقليات، خضر دوملي، معلومات عن مواقع احتجاز الإيزيديين في الأجزاء التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية في العراق، بعضهم في سجون وآخرون في قصر أو قاعات أفراح.
وتمكن دوملي من التحدث إلى العديد من النساء المحتجزات ممن لديهن هاتف جوال.
أهداف متغيرة
ويقول دوملي “الوضع لا يصدق، خاصة في الموصل وتلعفر. والمجتمع الدولي لا يحقق في الأمر، ولا يصدقون أن الدولة الإسلامية اختطفت هذا العدد من النساء”.
كما قال إن الدولة الإسلامية تستهدف الإيزيديين بشكل خاص لأنها تريد السيطرة على المواقع الاستراتيجية لأراضيهم. كذلك بسبب معتقداتهم القديمة التي يعتبرها المسلمون السنة المتشددون خرافات.
وأضاف “هم (الدولة الإسلامية) لا يرون أن الإيزيديين لهم دين أو حقوق، أو أن لهم مكان في الدولة الإسلامية. ويظنون أن بإمكانهم طرد الإيزيديين. وإن النساء اللواتي رفضن التحول إلى الإسلام، يتخذوهن سبايا”.
وفي ملجأ في إحدى المدارس، قابلت امرأة غير متزوجة في بداية العشرينيات، وروت لي قصصا مرعبة عن احتجازها وتعذيبها على يد مسلحي الدولة الإسلامية.
وقالت “كانوا يضربوننا بالأسلاك، ويجوعوننا، ويجبروننا على غسل وجوهنا بالوقود. وحاولوا أخذ إحدى صديقاتي، والتوى معصميها. وشنقت اثنتان أخريان نفسهيما في مراوح السقف”.
وهربت الفتاة أثناء إحدى الضربات الجوية الأمريكية لمواقع الدولة الإسلامية، وسارت على قدميها لمدة ثلاثة أيام حتى وجدت مكانا آمنا. والآن، هي قلقة بشأن مصير الأخريات.
وقالت “سيبيعون الفتيات لأي شخص يشتريهن، التي تبدأ أعمارهن من التاسعة فأكثر. وبعض الرجال اشترى اثنتين أو ثلاث أو حتى خمس في مرة واحدة. هذا عار”.
وعمة الفتاة لديها ابنتان مفقودتان. وعند الحديث عن الأمر، بدأت في لطم خديها والنحيب. وقالت “هي كارثة.. كارثة. أخذوا كل بناتنا، وهذا كل ما يهمنا. يجب أن يساعدنا العالم”.
دعوات للتدخل
وفي منزل البرلمانية الإيزيدية الوحيدة، فيان دخيل، في إربيل، يعيش أكثر من 30 لاجئا من أقاربها.
وتستخدم فيان عكازات للمشي بعد إصابتها الشديدة في حادث تحطم طائرة أثناء محاولتها توصيل مساعدات إلى جبل سنجار الشهر الماضي.
وترى دخيل أن التدخل العسكري الغربي لمواجهة الدولة الإسلامية قد يساعد على تحرير الأسرى الإيزيديين. وقالت “الدعاية ستساعد بنفس القدر الذي ساعد به تدخل ميشيل أوباما لإنقاذ فتيات المدرسة اللاتي احتجزهن مسلحو بوكو حرام في نيجيريا”.
وأضافت “نحن أقلية هنا، ولا توجد جماعة قوية لدعم قضيتنا. ونطلب دعم الحكومات التي تهتم بحقوق الإنسان والإنسانية”.
والوقت يمر بالنسبة لأسر النساء والفتيات المختفيات. وتخشى الأسر ألا ترى بناتها مجددا إن لم يعثروا عليهن في أقرب وقت.