سوريا في عين العاصفة، لكنَّ العام 2024 ليس العام 2011، لا بالظروف الداخلية السورية، ولا بالوضع الإقليمي المحيط، ولا بالمواقف الدولية المعنية.
على المستوى الداخلي، أدرك السوريون على مرِّ السنوات أن الأحداث التي انطلقت في بلادهم قبل 13 عاماً تحت مسمى "الثورة"، سرعان ما انقلبت حرباً أهلية، لا بل حرباً عالمية على الأرض السورية، لم تكن نتيجتُها إلا الضحايا والخراب والتهجير لملايين السوريين إلى أصقاع الأرض. ومن المنطق الاستنتاج اليوم أن الراغبين بإعادة عقارب الساعة إلى تلك المرحلة السوداء أقلية، أمام أكثرية تتمسك بالاستقرار وبمنطق الدولة.
على المستوى الإقليمي، الاحتضان العربي واضح للدولة السورية، من العراق الذي استعاد الدور بعد حروب طويلة، إلى السعودية التي تستضيف الرئيس بشار الاسد على أرضها، والإمارات التي تتواصل معه باستمرار، وصولاً إلى مصر التي دفعت سابقاً ثمن الفوضى. أما تركيا التي سعى رئيسها الى لقاء الأسد ولم يوفق، فيزورها غداً وزير الخارجية الإيرانية، حاملاً رسالة من موسكو وطهران بوجوب منع تمدد الحالة المسلحة أكثر، وإعادة بسط سيادة الدولة السورية بشكل تام.
وعلى المستوى الدولي، غالبية الرؤساء والقادة الذين عملوا لرحيل الاسد وعولوا عليه إما رحلوا عن هذه الدنيا أو انتهت ولاياتهم أو استقالوا من مناصبهم، فيما الجو الدولي العام في هذه المرحلة، ولاسيما الغربي، ينحو منحى الاستقرار والتهدئة، في منطقة لم تخرج بعد من النزاع الدامي بين إسرائيل وإيران وحلفائها، من غزة إلى لبنان، مروراً باليمن والعراق.
سوريا 2024 ليست سوريا 2011. أما في لبنان، فالمطلوب الركون الدائم إلى الدولة: من الجنوب إلى الشمال، وما بينهما من مساحات توتر سابقة، يدرك اللبنانيون أن العودة إليها اليوم على وقع التطورات السورية، ستقضي على كل أمل بعودة الوطن الذي قدم خلال شهرين أكثر من أربعة آلاف شهيد… إلى الحياة. #OTVLebanon #OTVNews
Categories