Categories
Videos

منظومة الفساد تستعد للتجديد – النشرة المسائية ليوم الخميس 28 تموز 2022



بعدما تلقَّت ضربةً كادت أن تكون قاضية، إثر أحداث 17 تشرين الأول 2019، يبدو ان منظومةَ الفساد اللبناني، بجِذعها السياسي، وفروعِها الماليةِ والإدارية والقضائية، وحتى الدينيةِ والإعلامية، دخلت في مرحلة التحضيرِ للتجديد لنفسها، معتبرة أنها نجت من الموت بأعجوبة، للأسباب الآتية:
أولاً، فشلُ ما سمَّاه البعض "ثورة" في ترجمة بعضِ الشعارات المحقَّة التي رُفعت، إلى مشاريعَ واقتراحاتٍ وتصوراتٍ عملية، فكان أن تحوَّل الحراكُ الشعبي في نظر كثيرين من اللبنانيين إلى حملة منظمة برعايةِ دولٍ وأحزاب، تستهدف رئيسَ الجمهورية العماد ميشال عون، وجهةً سياسيةً محددة هي التيار الوطني الحر، وهو ما أفقدها زخماً كان يمكن أن يؤدي إلى نتائجَ إيجابيةٍ على أكثر من صعيد، لو تمَّ استثمارُه لمصلحة تحقيقِ هدفِ الإصلاح، بدءاً بفتح قنواتِ التواصل والحوار مع القوة الإصلاحية التي طالما وقفت وحيدةً في مواجهةِ أخطبوطِ الفساد، أي منذ تحذير "الجنرال" في التسعينات مما يُرتكب على الصعيدَين الاقتصادي والمالي، مروراً بمطالبته مذذاك بالتدقيق الجنائي، ووصولاً إلى سائر الصولاتِ والجولات التي خاضها هو شخصياً مع تكتلِه النيابي، تحت عنوان محاربةِ الفساد منذ عام 2005 على الأقل.
ثانياً، انفراطُ عقد ما تسرَّع البعض باعتبارِه أكثريةً نيابيةً جديدة انبثقت عن انتخابات 2005. فلا القوى الحزبية المنضوية فيها أصلاً إصلاحية، ولا مجموعةُ الـ 13 النيابية نجحت في اقناع الناس بأنها البديلُ المنشود لطبقةٍ صارت شبيهةً لها من حيث التخبّطِ و"التخبيص" على أكثرَ من صعيد. ومن هنا، صارت السخافة السِّمةَ الأبرز لطروحات بعضِ أعضائِها، حتى باتت ممارساتُهم التي لا ترتقي إلى مستوى التحدياتِ المطروحة، تدفع ببعض ناخبيهم إلى الترحُّم على من زعموا الوقوفَ في وجههم ومناضتهم في صناديق الاقتراع.
ثالثاً، المقاربةُ الخاطئة التي يعتمدها ويتعمَّدها البعض للاستحقاق الرئاسي المقبل. فعِوَض أن يتمّ البحث عن مرشحٍ يواصل معركةَ الاصلاح الجدي التي بدأت، تراهم يفتّشون عن مرشحين يعيدون وصلَ ما انقطع بالنسبة إلى منظومةِ الفساد خلال السنوات الستِّ الماضية، بحيث يواصل أركانُها حياتَهم الطبيعية، من دون أن يزعجهم رئيسٌ فرض نفسَه عليهم من خارج صفوفِهم، وأقلق راحتَهم، حتى فضَّلوا تدميرَ البلاد فوق رؤوس العباد، على تسليم رقبتِهم إلى مِقصلةِ العدالةِ والاصلاح الذي توسّعت دائرةُ المطالبين فيه الى الخارج، حتى صارت تشمل معظمَ عواصم القرار.
وفي انتظار ما يغيِّر الاتجاه الذي تريده المنظومةُ محتوماً، البداية مع كارثة القطاعِ العام ومأساةِ الرغيف.
#OTVLebanon #OTVNews

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *