أن يعتمد بعض المرشحين على حملات التعرّض بالشخصي لمنافسين لهم قد لا يكون غريباً

https://www.youtube.com/watch?v=fu1g5l2Bzr0

ربما لن يكون غريباً اعتماد بعض المرشحين على حملات التعرّض بالشخصي لمنافسين لهم. وان كان الامر لا يمت الى الاخلاق بصلة. لكن ان يتجنّد جمهور في وجه مرشح ويتعرّض لكرامته الوطنية قبل الشخصية، فهذا يعني ان قوة الاخير ليست في صفاته وبرنامجه فقط، بل في تاريخه المشرّف.
على مواقع التواصل الاجتماعي حملة شرسة بعنوان "المعتل" يخوضها بعض الرواد ضد العميد شامل روكز على خلفية مرسوم وضعه في الاعتلال النهائي لاسباب صحية بسبب الخدمة. ذمّ وتحقير كثير، ومستوى متدنٍّ من الكلام. لم يفهم رواد هذه الحملة الالكترونية ربّما ما الذي يعنيه هذا المرسوم وكيف صدر. ربما العودة الى قانون الدفاع الوطني تكفي لتوضيح الصورة ولفت نظرهم الى ان مرسوماً من هذا النوع لا يعدو كونه صدر نتيجة مثوله امام لجنة التحقيق الصحي، كاجراء روتيني يخضع له أي ضابط قبل احالته على التقاعد.
نسب التعطيل التي تمنحها لجنة التحقيق الصحي إذاً لا تستند الى الحالة الصحية للضابط عند التسريح. ما يعني ان المسألة ليست بسخافة تعويضات مالية كما يُسوَّق بل قوانين دفاع وطنية لها انظمتها وتطبيقاتها في كل الدول.
مستويات عالية من الجهل والحقد تحكم حملات موجّهة وممنهجة ضد العميد روكز. لا ينفع العتب على من لا يعرف من الجيش إلا اسمه. صحيح ان صفحة الحرب الاليمة طويت، وان تذكّر الحرب واجب منعاً لتكرارها. ومن هذا المنطلق قد يكون مفيداً انعاش ذاكرة بعض المتحاملين واحياء ضمائرهم … ربما.
فمن يعيّرونه بالاعتلال الجسدي تعرّض لاصابات بليغة خلال قيادته معارك تحرير لبنان من الاحتلالات العسكرية والميليشياوية كما الارهابية.
مدرسة الجاموس تشهد، وكذلك جبهة سوق الغرب، السوديكو الضبية وغيرها. لكن ما تملكه ثكنة ضهر الصوان، قد لا ترويه اي جبهة اخرى. فبين جدرانها أبشع انواع الغدر وأحقر محاولات الاغتيال في 18 نيسان 1990.
ربما نسي اصحاب الحملة ما ارتكبته أيديهم. فهناك، دسّت سموم قاتلة في قهوة العميد روكز ورفاقه. ومن يقرأ عن الزرنيخ والتاليوم يعرف حجم الضرر الذي تتسبب به، وهو كان أحد اهم اسباب الاعتلال. نفسه اسلوب الاغتيال النازي في الحرب العالمية الثانية، استخدمته ميليشيا لتصفية مجموعة من أشرس ضباط الجيش.
عاد العميد روكز ورفيقاه العميدين داني خوند وفادي داوود الى الحياة بعد علاج طويل. وعادوا جميعهم الى ميادين البطولة، في وقت وضع المتحاملون اليوم يدهم في يد من اخترق حدود لبنان ارهاباً ومن عاث في ارضه وشعبه اجراماً.
وعادوا ليكتبوا واقع لبنان ومستقبله الناصع، بعدما كتب المتحاملون تاريخه بالدم.
وإذا كان الوضع في الاعتلال الجسدي سهماً يُصوّب على بطل جبهات سوق الغرب والبارد وعبرا وعرسال، فإنه على صدر الضابط العسكري، الى جانب كل وسام جرحى، وسام شرف تقلّده عن كل رصاص حربي وسياسي اصابه على جبهات القتال عسكرياً من اجل السلام، وجبهات النضال مدنياً من اجل لبنان القوي. فمن عرف شامل روكز عرفه وطنياً لا متواطئاً مع الاحتلال، وشجاعاً يواجه لا جباناً يغدر، ووفياً في تضحيته لشرف لبنان لا خائناً في دعايته الدفاع عن لبنان،
و مقاوماً يواجه الموت لا متسلّحاً بالموت ليواجه. تاريخه هو ابن الجيش وقائد جبهات انتصار الوطن، فالمستقبل لا يُكتب إلا من سطور التاريخ.
ويبقى فخر العميد روكز أنه لم يُدرج في يوم على قائمة الاعتلال الوطني.