Categories
Videos

بعد مئة وعامين: لبنان الكبير ينتظر الدولة – النشرة المسائية ليوم الخميس 1 أيلول 2022



بين المبالغات التاريخية التي تعزو نشأتَه بصيغته الراهنة الى زمن الحضارات القديمة قبل آلاف السنين، والقراءات التاريخية السطحية التي تربط قيامَه باتفاقية سايكس-بيكو او غيرِها من التفاهمات الخارجية في مستهل القرن العشرين، ثبُت ان الكيان اللبناني الحالي الذي ولد في الاول من ايلول 1920، قد بلغ اليوم المئة وعامين من العمر، متجاوزا بذلك اعمار غالبية الكيانات السياسية في المحيط، ومؤكدا ان الفكرة التي رفعها مكوّنٌ لبناني اساسي في السابق، صارت اليوم مشروعا عابرا للطوائف والمذاهب، وحقيقةً تاريخية ثابتة وسط تحولات كثيرة حصلت في الماضي وتحدث اليوم او قد تتحقق في المستقبلين القريب والبعيد.
غير ان فكرة الكيان التي تحولت مشروعا مشتركا بين جميع اللبنانيين، لم يقابلْها بعد تطلعٌ موحد لا الى فكرة الدولة ولا الى مشروعها، فتَرانا بعد مئة وسنتين لم ننجح بعد في العبور من الكيان الى الدولة، مع ان كل مقومات تأسيسها ونجاحها موجودة، ولا تنقُصُها سوى ارادة وطنية جامعة، تحوّل اللبنانيين، او شرائح سياسية كبيرة منهم على الاقل، من ابعاد خارجية في لبنان، الى ابعاد لبنانية في الخارج، كما يردد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الذي شاء التاريخ ان تنكشفَ كل الحقائق على عهده، ولو اقتصر الحكمُ في شأنها على التاريخ، لا القضاء.
فحقيقة النظام السياسي انكشفت، والمطلوب اعادة نظر، تعديلا وتفسيرا لغير مادة في الدستور وما سمي وثيقة وفاق، الى جانب السير قُدما باللامركزية الادارية والمالية الموسعة.
وحقيقة المسار الاقتصادي والمالي انكشفت، والمطلوب تصحيح في اتجاه الاقتصاد المنتج، والسياسة المالية المستندة الى ارقام الاقتصاد، لا ارقام حسابات بعض المسؤولين.
وحقيقة الفساد المتفشي في كل القطاعات انكشفت، والمطلوب قضاء يحقق العدالة ولا يكرس "التطنيش"، يحاسب المرتكبين ولا يتقاذف المسؤولية استرضاءً لزعيم سياسي من هنا او مرجعية روحية من هناك.
وحقيقة التعطيل انكشفت، من النفط والغاز الى الكهرباء وما بينهما، ولا ينفع في طمسِها خِطابٌ من هنا، او استغلال مناسبة وطنية من هناك، لاطلاق مواقف لا تبرّئ من ارتكابات، ولا تُعفي من مسؤوليات…
سنتان بعد المئة على ولادة لبنان الكبير…
الاكيد ان مشروع الكيان انتصر، ويبقى علينا جميعا الانتصار لمشروع الدولة.
وفي وقت شاءت الظروف ان يتزامن العيد الثاني بعد المئة لولادة لبنان الكبير مع بدء المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد، وفي ظل نقاش محتدم حول ملف تشكيل الحكومة التي من الممكن ان تتسلم صلاحيات الرئاسة الاول في حال الشغور، اكدت مصادر مطلعة لل او.تي.في. ان اقتراح الرئيس عون زيادة ستة وزراء لم يكن الهدف منه، كما يروّج البعض، ضمان فريق رئيس الجمهورية الثلث الضامن في الحكومة، ولا تعطيل عملية التشكيل، بل ان الهدف متعدد الوجوه، واولها قناعة الرئيس عون بضرورة تأمين حصانة سياسية لحكومة الوزراء التكنوقراط تمكنها من مواجهة الاستحقاقات المرتقبة. اما السبب الثاني فهو ان تجربة الحكومة الحالية وقبلها حكومة الرئيس حسان دياب، لم تكن مشجعة، اذ افتقدت الحكومتان الى دعم الكتل السياسية، وغياب هذا الغطاء كان يؤدي، في كل مرة تُطرح فيها على مجلس الوزراء قضايا اساسية، الى تعليق البحث واتخاذ القرار، حتى يعود الوزراء التكنوقراط الى مرجعياتهم السياسية. وفي رأي المصادر ثالثا، ان الحكومة العتيدة تحتاج الى تمثيل سياسي مباشر من خلال الوزراء الستة، خصوصا في حال وقع الشغور الرئاسي، ففي مثل هذه الحال تصبح الحاجة الى تمثيل سياسي في الحكومة ملحّة وضرورية، خصوصا ان هذه الحكومة هي الاولى بعد الانتخابات النيابية التي افرزت واقعاً سياسياً جديدا لا بد من اخذه في الاعتبار لدى مقاربة ملف تكوين السلطة التنفيذية. #OTVLebanon #OTVNews

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *