Categories
Videos

مقدمة النشرة المسائية 15-02-2021



مع بَدءِ شهرِ الصوم حوّلوا لبنانَ إلى رماد حكمٌ يصلبُ الدستور وقياداتٌ خارجَ الحُكم تشهدُ زُوراً على "نقضِ الهيكل" أو بأقلِّ الإيمان فإنها مكونّاتٌ صامتة فيما البلادُ تَفِرُّ مِن بينِ أيديها. الخَساراتُ تتوالى لكنّ أصعبَها تلك التي تقودُ الى اندلاعِ الانقساماتِ الطائفية تحت مسمّى الحفاظِ على الدُّستور وحقوقِ المسيحيين وسيقابلُها حُكماً التمسّكُ بصلاحياتِ رئيسِ الحكومةِ مِن الطائفةِ السُّنية فأيُّ عاقلٍ حكيمٍ سيتحمّلُ تَبِعاتِ ما يأخذُنا إليه هذا الجدل؟ وعلى هذا النزاع أفرزت دوائرُ بعبدا مستشارَها المحشوَّ بالألغامِ سليم جريصاتي للردِّ على خِطابِ رئيسِ الحكومة والمستشارُ اعتلى مِنصةً مِن فُوَّهَاتٍ سياسيٍة وبدأ قصفًا عشوائيًا من فوقِ سطوحِ القصر خُلاصتُه أنّ اللبنانيين لا يفقهون لغتَه وليسوا على مقامِه الضاربِ في الماورائياتِ الدستورية ومِن أعلى سطوحِ القصر كان جريصاتي يُنغّمُ ويتفلسفُ ويدخُلُ منَ الميثاقِ ليخرُجَ مِنَ الدستور ويجولَ فوقَ "العدّ" معَ جُرعةٍ مِن "لا وألفُ لا ولا أنت ولا سواك" واصفًا خِطابَ الحريري بالخِفّةِ اللامتناهية والرجلُ اللامتناهي في الصلافةِ الفِقْهية والسياسية كان يُرَدُّ عليه من موقِع "مستقبل ويب" وبإشارةٍ مِن بيتِ الوسَط وعلى مرمى الدولِ كانت روسيا تدخلُ عاملاً توضيحيًا إلى مشهدِ التأليف فبعدما كَشف النائب وائل أبو فاعور عن موفَدٍ رئاسيٍّ مِن قبل بعبدا الى موسكو لطمرِ المبادرةِ الفرنسية وصلت طلائعُ البياناتِ الروسيةِ التي وَجّهَت صفْعةً الى العهد وقال بيانٌ صادرٌ عن الخارجيةِ إنّ اتصالاً هاتفياً جرى اليومَ بينَ الرئيسِ المكلّفِ سعد الحريري والمبعوثِ الخاصِّ للرئيسِ الروسيّ ميخائل بوغدانوف وتناول الحديثُ التشديدَ على ضرورةِ التأليفِ السريعِ لحكومةِ المُهمةِ برئاسةِ الحريري الحائزِ أغلبيةَ الأصواتِ في البرلمان كذلك التكليف مِن رئيسِ الجُمهوريةِ ميشال عون وتقاطَع هذا البيانُ ومصادرَ روسيةً متابعةً قالت إنّ بوغدانوف أبلغَ كلاً من جبران باسيل والنائبِ السابق أمل أبو زيد رفضَ موسكو وطِهرانَ وأطرافٍ لبنانيةٍ للثُلثِ المعطل هي كفٌّ بختمِ القياصرة لحُكمٍ لا يزالُ يراقصُ اللبنانيين بلُعبةِ الدِّببةِ المؤديةِ للانهيار وتحتَ مبدأ: عليّ وعلى أعدائي ولا شيءَ لدينا نخسرُه؟ فرئيسُ التيار جبران باسيل خسِر داخلياً وهزمتْه عقوباتٌ أميركية وأبلغه الحُكمُ الأميركيُّ الجديد برئاسةِ جو بايدن أنّ رفعَ العقوبات لن يكونَ سياسيًا وعليك باللجوءِ الى القضاء وبأوراقٍ أميركيةٍ مُلغاة وإقفالٍ عربيٍ وخليجي وسُوءِ سُمعةٍ محلية يَنصرفُ باسيل إلى "اللعب عالمكشوف" وحمايةِ الجدارِ الرئاسي الذي قد يَمنحُه زاروباً في بعبدا ما لم يَتِمَّ التمديد سيتمسّكُ جبران بالثُلُث المعطل وسوف لن يَثِقَ بحزبِ الله حليفاً يأتَمِنُ جانبَه السياسي وسيَستنزف ما تبقّى من سنواتِ الرئيس ورصيدِ ما كان يسمّى العهدَ القوي وسيكونُ رئيسُ التيار واثقَ الخُطوةِ ضامِنَ النجاح لأنه ما دَخَلَ معركةَ تعطيلٍ إلا وفازَ فيها وليُّ العهد سيَثأرُ سياسيًا حتى وإنْ أحدث اضرارًا كبيرةً في لبنان على المستوى المسيحيّ أولاً، ثم على كلِّ الخطوطِ الطائفية الحُمر وأمامَ هذه الهاوية فإنّ القياداتِ المسيحيةَ خارجَ السلطة وفي داخلِها قدِ ابتَلعت ألسنتَها واحتَفظت بتصاريحِها وأَخمدت مواقفَها وكلٌ يَخوضُ حروبَه السياسية الخاصة حيث لا صوتَ يعلو فوقَ صوتِ الكنيسة والبطريركِ الراعي وما عداه فإنّ الدولةَ تموت ليحيا جبران.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *