السوديداءُ الآمنة مدينةُ القاف وحاميةُ الحرف البُقعةُ السوريةُ التي ضَرَبت مثلاً في أمنِها واستقرارِ أراضيها على ركيزةِ عِماماتٍ ومشايخَ لا تَهزُّهم ريح وجدت نفسَها اليوم تُضربُ بالإرهابِ الذي ابتَعد عنها سبعَ سنوات
ومع بَدءِ ترسيمِ نهاياتِ الأزْمةِ السورية ووضعِ الحجرِ الأساسِ الأولِ لإعادةِ الإعمار وطردِ أدواتِ إسرائيلَ مِن الجَنوبِ السوريّ وتحميلِ الخُوذِ البيضِاء بما يَملِكونَه مِن أسرارٍ كيمياويةٍ إلى البلادِ الأوروبيةِ الواسعة قرّرت إسرائيلُ أن تَرُدَّ في قلبِ السويدا مُستخدمة ًتوقيعَ داعش ولساعاتٍ سبعٍ دارت اشتباكاتٌ بين مجموعاتٍ إرهابيةٍ تسلّلت الى المدينة واحتَجزت رهائنَ وتصدّى لها الجيشُ السوريُّ وأهالي القرُى وذلك بالتزامنِ معَ تفجيراتٍ انتحاريةٍ عدةٍ أحدُها وقعَ في سوقٍ تجاريٍّ في المدينة تنظيمُ داعش تبنّى الهجومَ والعمليات وأعلن مقتلَ مئةِ شخص فيما قال المرصَدُ السوريُّ لحقوقِ الإنسان إنّ مئةً وستةً وخمسينَ شخصاً قد سقطوا ضحايا الهجومِ المباغت وبرسم ٍسياسيٍّ مَيدانيٍّ لاختراقِ السويدا الدامي فإنّ تل أبيب تكونُ قد ردّت على ما سَقَطَ من يدِها بعدَ انهيارِ حُلمِها في مثلّثِ السويدا القُنيطرة دَرعا الذي استعاده النظام وهو مثلّثٌ كان سيَمُدُّ اليدَ الأمنيةَ على العاصمةِ دمشق ويتحكّمُ بمفاصلِها وربما يَبلُغُ قيادتَها السياسية. كان الردُّ الأولُ بإسقاطِ طائرةِ سوخوي سوريةٍ روسيةٍ فوقَ القُنيطرة وحيث بقِيت اضرار اِسقاطِ الطائرة من دونِ مفاعيلَ عسكريةٍ على الأرض اختارت اِسرائيلُ تحريكَ اَصابعِها الاَمنيةِ الاُخرى التي تتجسّدُ في اِرهابيين يتّخذون اسمَ داعش اَحيانًا والنصرة في أغلبِ الأحيان. اَما مَن علّبتهم الدولُ الغربيةُ وحمّلتْهم بقُبعاتِهم البيضِ الى أوروبا بحمايةٍ اِسرائيلية فقد وضُعوا اليومَ تحتَ التجميدِ الإجباري لكنّ إذا كان فريقُ الخوَذِ البيضاء من ارباب الانسانية فلماذا غادروا بحمايةٍ إسرائيليةٍ ورعايةٍ أوروبيةٍ فيما مجموعاتٌ مسلحةٌ أخرى انسحبَت بعشَراتِ آلافِ الى إدلب بعدَ إجراءِ المصالحات؟ والجوابُ هنا يتعلّقُ حصرًا بالمُهماتِ السريةِ التي كانت تكلّفُ بها الخُوذَ البيضاءُ في سوريا فهذه المجموعةُ غادرت محتفظةً بالسرِّ الكيمياويّ وما زال الزرُّ في يدِها لذلك كانَ على الغربِ أن يَحميَ أسرارَه بعيدًا مِن خطرِ الاعتقالِ أو الموت
وبخُوذةٍ جرداء خاليةٍ مِن أيِّ مفاعيلَ حكومية شنَّ الرئيسُ المكلّفُ تأليفَ الحكومة زيارةً على بعبدا اليوم نتج عنها جدارُ صوتٍ غيرُ قابلٍ للتأليف . فالرئيس سعد الحريري لم يحمِلْ معه الى القصرِ سِوى التفاؤل وإبداءِ المرونةِ والِاصرارِ على عَلاقةٍ متينةٍ برئيسِ الجُمهورية معلنًا أنه سيكثّفُ الزياراتِ في الأيامِ المقبلة وقال الحريري إنّ العقَباتِ طفيفة وعلى أيِّ فريقٍ سياسيِّ ألا يعقّدَ الأمورَ في الإعلام وتوجّه الى الإعلاميين بالقول : اَنا لن اُعطيَكم التشكيلة وكان الحريري في هذه العبارة تحديداً يتحدّثُ بكثيرٍ من الصِّدقِ والشفَّافيّةِ إلى الإعلام لأنّ فاقدَ الشيء لا يُعيطة وهو لا يملِكُ تشكيلةً بعدُ ليقدّمَها الى الرئيس أو ليخرجَ بها الى الإعلام وكلُّ المعطيات تؤشّرُ الى أنّ التأليفَ أصبحَ لا يلوي إلا على التفاؤلِ فيما تصريحاتٌ تَخرُجُ من عينِ التينة تؤكّدُ صعوبةَ التقدّم وعقَباتٍ تتعلّقُ بالحِصصِ والمطالب فضلاً عن أرقامٍ يَصعُبُ تحقيقُها
وبعدما تجمّعت الكُتلُ في قصرِ الرئاسةِ الثانية بات رئيسُ مجلسِ النواب نبيه بري اليومَ مَن يتحكّمُ ب "زمبرك " التأليفِ وفي هذا ضغطٌ على العهد وتحويلُه الى العهدِ الدائمِ لتصريفِ الأعمال.
Categories